ولو رأى أحد ممن وصفت الروافض، من الأنبياء والأئمة، من غير أن يخبر لم يكونوا يموتون بالسم، ولم يكونوا ليأكلوا السم، فيعينوا على أنفسهم بالقتل، وقد قال تبارك وتعالى :{ولا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 30]. أو ليس من أكل شيئا من السم وهو يعلم أن فيه نفسه، فقد أعان على قتلها ؟ فإن زعموا أنه أكل السم من الخوف. يقال لهم: من أي شيء يخاف ؟ فإن زعموا أنه إنما يخاف من القتل. فقل لهم: أو ليس قتله بالسم فلا يأكل حتى يقتل مظلوما، خير له من أن يقتل نفسه وهو معين عليها.
وكيف يعلم وقد قال الله تبارك وتعالى :{قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} [الأحقاف: 9]. يعني من حوادث الدنيا، وقد قال الله تبارك وتعالى :{ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم } [التوبة: 101]. فكيف يرى أعمال العباد ؟! هذا كتاب الله يكذب قولكم. ولو كان الأمر على ما وصفتهم، لم يقل تبارك وتعالى بخلاف قولكم، لقوله :{لا تعلمهم نحن نعلمهم} وقد قال تبارك وتعالى :{وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت} [لقمان: 74]. فهل أصحابكم إلا من الأنفس، وقد قال الله تبارك وتعالى :{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} [النحل: 78]. فقد جمعت هذه الآية جميع ولد آدم، لأن كل ولد آدم خرجوا من بطون النساء، كل نبي وغيره، وقد أخبرنا أنهم لم يعلموا شيئا حتى علموا، وقد قال - تصديق ما قلنا في محكم كتابه :{ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } [الشورى: 52]. وجميع دعواكم مكذب له كتاب الله، فيا سبحان الله ما أعظم ما تقولون ! وهل الشرك إلا دون ما تزعمون.
فإن زعموا أنهم يجهلون تأويل كتاب الله، والنظر فيه، ويحتجون علينا بشيء، وتأويله خلاف ما يظنون.
يقال لهم: كيف ذلك ؟
فإن زعموا أنه ليس لأحد ينظر في تأويل كتاب الله، ولا يحتج به إلا الأئمة.
পৃষ্ঠা ৪০০