ضرب). ولا يجوز إدخال إلا على ضمير الرفع حتى يقال (ألم يضرب زيدًا إلا هو) لأن معنى المحذوف يجب أن يكون كمعنى المنفي المذكور. وهذا ليس كذلك لما تقدم في المسالة الأولى.
وهذا كله بناء على مذهب الإضمار، وما من يرى أن العرب إنما راعت المعاني، وجعلت اختلاف الألفاظ في الغالب دايلًا على اختلاف المعاني. وعدم اتفاقها، فإنه يجيز النصب والرفع في كل واحدة من المسالتين، لأن زيدًا فاعلًا ومفعول، فالرفع باعتبار كونه فاعلًا، والنصب باعتبار كونه مفعولًا، ألا ترى انك تقول: (أزيد لم يضرب عمرًا إلا هو)، فتحمل على المنفصل و(أزيدًا لم يضرب عمرًا إلا إياه) حملًا على المنفصل، ولو قلت (أزيدًا لم يضرب عمرًا إلا هو) لم يجز. وإذا قدرت عاملًا على مذهبهم، لم يكن بد من أن تقول (ألم يضرب عمرًا إلا زيد لم يضربه إلا هو)، وهذا من الأدلة البينة على أن العرب لم تُضمر شيئًا.
وتقول (أخواك ظناهما منطلقين) فللأخوين هنا ضميران مرفوع ومنصوب، وهما متصلان، فحملت الأول على المرفوع
1 / 102