ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله تعالى: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} [آل عمران: 28]، أتقولون: أن فاعل ذلك فعله بغير قضاء من الله؟ فإن قالوا: نعم، فعله بغير قضاء من الله، وأن فعله ليس من الله في شيء؛ دخلوا في قول المعدلين، وقالوا بالحق في رب العالمين. وإن قالوا: فعل ذلك من الله، وإنه ليس بمعدول عنه، وإنه بقضاء منه؛ فقد ردوا على الله قوله، وخسروا خسرانا مبينا؛ إذ قالوا: هومن الله، والله يقول: ليس هو منه.
ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} [الفتح: 25]، أتقولون: أنهم صدوهم عن المسجد الحرام كما قال الله؟ أم الله صدهم وقضى بذلك عليهم؟
فإن قالوا: الله الذي صدهم؛ ردوا قول الله، وخالفوا تنزيله. وإن قالوا: بل المشركون صدوهم عن المسجد الحرام، والله تبارك وتعالى برئ من فعلهم، ولم يقض به عليهم؛ خرجوا من قولهم، ودخلوا في قول المحقين.
***
ومما يسألون عنه أن يقال لهم خبرونا عن قول الله تعالى: {أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم} [النجم:23]، أتزعمون أنهم سموها وآباءهم كما قال الله سبحانه؟ أم تزعمون أن الله سماها دونهم؟ فإن قالوا: إنهم سموها دون الله؛ فقد أصابوا وصدقوا قول الله، وخرجوا من الباطل إلى الحق. وإن قالوا: إن الله الذي سماها دونهم؛ خالفوا قول الله، وردوا عليه قوله؛ لأنه يقول سبحانه: {سميتموها أنتم وآباؤكم}، وهم يقولون: سماها دونهم، وهذا فأكفر الكفر، وأجل الشرك.
***
পৃষ্ঠা ৫৪৫