أن الله تعالى جعل أمر هؤلاء القوم في مبلغ عذابه إياهم إلى مشيئته ثنا عبد الله (١) ثنا معاوية (٢)، عن علي (٣)، عن ابن عباس، قال: ﴿النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ (٤) .
قال في هذه الآية: "إنه لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه، ولا ينزلهم جنة ولا نارا" (٥) .
وهذا الوعيد في هذه الآية ليس مختصا بأهل القبلة (٦) فإنه قال: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ، وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (٧) . "فأولياؤهم (٨) من الإنس" لفظ يدخل فيه الكفار قطعا، فإنهم أحق بموالاتهم من عصاة المسلمين.
_________
(١) عند الطبري: حدثني المثنى قال حدثنا عبد الله بن صالح.
(٢) عند الطبري: حدثنا معاوية بن صالح.
(٣) عند الطبري: عن علي بن أبي طلحة.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٢٨.
(٥) قال الشيخ الألباني معلقا على هذا الأثر: "قلت هذا أثر منقطع لأن علي ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإن كان معناه صحيحا ثم إن في الطريق إليه عبد الله بن صالح وهو ضعيف.." انظر "رفع الأستار" "ص ٧١" هامش ٢٤.
(٦) أهل القبلة عرفهم شارح الطحاوية بقوله: المارد بأهل قبلتنا: من يدعي الإسلام، ويستقبل الكعبة وإن كان من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول ﷺ "شرح الطحاوية" "ص٣٥١".
(٧) سورة الأنعام، الآيتان:١٢٨-١٢٩.
(٨) مقابلة بهامش الأصل "وأولياؤهم" مع الإشارة إلى كونه هكذا بنسخة أخرى.
1 / 58