وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى خلقه، وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله، الداعي إليه، بعثه سبحانه بحجته، واستنقذ به من النار أهل طاعته، بعثه في طامية طمياء(1)، ودياجير ظلمة(2) عمياء، وأهاويل فتنة دهماء(3)، فدمغ فنيق الكفر والفساد(4)، وأنهج سبيل الحق والرشاد، وأدحض عبادة الأوثان، وأخلص عبادة الرحمن، وصدع بأمر ربه، وأنفذ ما أمره به، ودعا إليه علانية وسرا، وأمر بعبادته سبحانه جهرا، صابرا على التكذيب والأذى، داعيا لهم إلى الخير والهدى، حتى قبضه الله إليه، وقد رضي عمله، وتقبل سعيه، وغفر ذنبه، وشكر فعله، فصلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار الصادقين الأبرار.
ثم نقول من بعد الحمد لله والثناء عليه، والصلاة على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
............أما بعد ...
فإنه وقع إلينا كلام للحسن بن محمد بن الحنفية(5)، يؤكد فيه الجبر، ويشدد في ذلك منه الأمر، ويزعم فيه أن الله سبحانه جبر العباد أجمعين؛ من الملائكة المقربين، والأنبياء المرسلين، وجميع الثقلين، على كل الأعمال من صالح أو فاسد أو طالح(6)؛ فرأينا أن نجيبه في ذلك، وننقض عليه ما جاء به من المهالك، ونثبت عليه في ذلك كله لربنا وسيدنا وخالقنا ما هو أهله مما هو عليه، وما لا يجوز لخلق عندالله أن يقول بغيره فيه، فاختصرنا له في قوله الجواب، وتركنا خشية التطويل كثيرا من الأسباب.
পৃষ্ঠা ২৭৬