কিতাব আল-রাদ্দ ওয়া-আল-ইহতিজাজ আলা আল-হাসান বি. মুহাম্মদ বি. আল-হানাফিয়াহ
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
জনগুলি
جوابها وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه : {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، فإنا نقول: إن معنى قوله: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}؛ هو إخبار عن قدرته، ونفاذ ما شاء من إرادته، فأخبر سبحانه أنه لو شاء أن يجعلهم أمة واحدة لجعلهم قسرا، ولأدخلهم في طاعته جبرا، ولكنه لم يرد قسرهم على ذلك، ولم يرد أن يدخلهم في الطاعة كذلك؛ للحكمة النيرة، والحجة الباهرة؛ ليثيب على عملهم المثابين، ويعاقب على اجترامهم المعاقبين، لا ما يقول به المبطلون، ويذهب إليه الجاهلون؛ من أنه لم يرد من العاصين الطاعة، ولم يكره من الفجرة المعصية، وأنه لو أراد ذلك منهم لفعلوه، ولو شاء أن يعبدوه لعبدوه، وقالوا على الله عز وجل الأقاويل الردية، وضاهوا في ذلك قول الجاهلية؛ حين قالوا: {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} [الزخرف: 20]، فقال سبحانه يكذبهم فيما وهموا من أنه يريد عبادة أحد دونه وأنه لا يشاء أن يعبدوه: {مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون* أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون} [الزخرف: 21]، ثم أخبرنا بما به عبدوا من يعبدون، ومن به في ذلك يقتدون؛ فقال: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} [الزخرف: 22]، ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وآله بقول من كان قبلهم؛ ممن أهلك بمثل قولهم؛ فقال: {كذلك ما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف: 23]. فكيف يقول الجهال، وأهل الغي والضلال: إن الله سبحانه يشاء من عباده أولهم الكفر؟ وقد يسمعون في ذلك قوله، ويرون ما نزل بإخوانهم على قولهم من نكير قولهم(1)، أو لم يسمعوا الله سبحانه وتعالى عن كل شأن شأنه يقول: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر} [الزمر: 7]؟ فقال: {إن تكفروا}، فأخبر بذلك أن الكفر فعل منهم ولهم، إذ نسبه سبحانه إليهم، وذكره عنهم، ثم قال: {ولا يرضى لعباده الكفر}، فأخبر أنه لا يرضى ما كان من كفرهم، فكيف يقول الجاهلون في ربهم؛ إنه قضى بما لم يرض لهم عليهم؟! فأكذبوا في ذلك رب الأرباب، وعاندوه في كل الأسباب، فقالوا: إنه رضي بما قال سبحانه إنه لم يرضه، وقالوا: إنه سخط ما قال إنه رضيه، فعاندوه في ذلك عنادا، وجاهروه بالمكابرة جهارا. ففي هذا والحمدلله من البيان، ما يكفي عن ذكر غيره من الحجج والبرهان.
পৃষ্ঠা ৪৩৫