فلينظر من نظر في كتابنا هذا إلى ما يؤول إليه قول من قال بتناقض حجج الرحمن، واختلافها في الشرح والبيان، فإنه يؤول إلى جحدان(1) الخالق وإبطاله ودفعه له بما يدخل عليه من الجهل في خلق ما يخلق، إذ خلق بزعم من جهل وفسق لغير معنى؛ وقد نعلم أن من فعل فعلا لغير سبب ولا معنى فإنما عبث واستهزأ، وضاد الحكمة فيما به أتى، والله سبحانه فمخالف لذلك، متعال سبحانه عن الكينونة كذلك.
فقد بان، بحمدالله، لكل ذي عقل وعرفان، وفهم وتمييز وتبيان(2)، أن من قال بتناقض حجج الرحمن غير عارف(3) به ولا مقر، ومن لم يعرف الله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله فلم يعبده، ومن لم يعبده فقد عبد غيره، ومن عبد غيره فهو من الكافرين، ومن كان من الكافرين فقد خرج بحمد الله من حد المؤمنين. فنعوذ بالله من الجهل والعمى، ونسأله الزيادة في الرحمة والهدى، وحسبنا الله (ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين، محمد وأهل بيته الطيبين.
পৃষ্ঠা ২৫৪