ونتابع مع السيد اللواء القطب الصوفي مسيرته التكفيرية في تكفيرنا دون بيان، سوى قراءة النوايا ربما في المندل أو في الفنجان! فيقول باجتراء غريب إننا لا نؤمن بالرسالة التي أرسلها الله دون أن يشق بأحد سيفيه عن قلبنا ويقرأ ما فيه، بل ويذهب إلى حد الزعم أن كلامنا في الحزب الهاشمي لم ينطق به كافر يعادي الإسلام، بل ونقف الآن مع أخطر انتقاءات السيد اللواء المختلة؛ حيث يقول: «جاء في كتاب الحزب الهاشمي أن عبد المطلب بن هاشم كان من ذوي النظر الثاقب، والفكر المنهجي المخطط، استطاع أن يقرأ الظروف الموضوعية لمدينة مكة، وأن يخرج من قراءته برؤية واضحة، هي إمكان قيام وحدة سياسية بين عرب الجزيرة، تكون نواتها ومركزها مكة تحديدا، رغم واقع الجزيرة المتشرذم آنذاك.» ويؤيد ذلك بقول عبد المطلب إذا أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء، وهو يشير إلى أبنائه وحفدته. ويقصد الكاتب أن عبد المطلب كان يسعى لإنشاء دولة هاشمية يكون هو ملكها ومن بعده أولاده. وصل إلى حد اتهامنا بالطعن في الرسالة والقرآن، وأننا قمنا نضرب آيات الكتاب الكريم بعضها ببعض.
ثم ينهال علينا سماحة الشيخ، الذي لا يتسم بسماحة القول، سبابا قائلا: «فإن لم يكن هناك رد لمن يسب الإسلام، فيكفينا رد غير المسلمين عليه وخاصة كارلايل.» وقد أتى بهذا الرد في نماذج منها «البله، المجانين، السفهاء، نتاج جبل الكفر والجحود والإلحاد، دليل خبث القلوب وفساد الضمائر وموت الأرواح» إلى آخر قائمة ما في جعبة القطب العزمي من بديع الألفاظ منسوبة إلى «كارلايل».
اللواء يلوي الكلام
ولأن انتقاءات الشيخ اللواء لكلامنا، حتى وهي مقطوعة من سياقها، لم يكن فيها ما يدين أو يشين، فقد كان يردف بعد كل مقطع تعليقا من عنده يقول فيه: «ويقصد الكاتب كذا وكذا، ويعني الكاتب كذا وكذا، وكأن الكاتب يريد كذا وكذا، إلخ.» فيدس أنفه في عملنا، ويملي على القارئ البريء الموقف المطلوب منا ويحمل نوايانا ما لا تحتمل من نواياه، ونموذج لذلك أمثلة منها: «ويقصد الكاتب أن عبد المطلب كان يسعى لإنشاء دولة هاشمية يكون هو ملكها ومن بعده أولاده (ص20)، وكأنه يقول إن الكعبة المشرفة هي من صنع العرب لأنها صنعت كعبات أخرى كثيرة (ص21)، وكأنه يريد أن يضرب الآيات بعضها ببعض «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله» (ص23)، ويعني الكاتب بقوله إن النبي
صلى الله عليه وسلم
قد توعد القوم بالذبح، ونفذ هذه الرغبة في غزوة بدر الكبرى (ص23).»
ونقول للسيد اللواء: نعم، لقد قلنا بالفعل ما نصه: «عندما غمز أشراف قريش من قناة النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو يطوف بالكعبة، التفت إليهم هاتفا: أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح.» وكان طبيعيا عندما يقسم نبي أن يبر بقسمه؛ لذلك عقبنا بالقول: «وقد بر النبي
صلى الله عليه وسلم
অজানা পৃষ্ঠা