বিপ্লবের প্রভু: প্রাচীন মিশরে ওসিরিস এবং অমরত্বের ধর্ম
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
জনগুলি
وبدا واضحا أن تمرد الصعيد الانفصالي هذه المرة، لم يقتصر على مجرد الانفصال، بعد أن تمرس جنوده بفنون الحرب والقتال، بل تعدى ذلك إلى دحر الشمال، ثم غزو أراضيه بقيادة ملكه «نعرمر مينا
Narmr Mena » الذي استطاع أن يسيطر تماما على الشمال بعد أن كسر شوكته الحربية للمرة الأولى والأخيرة؛ ليتنفس التاريخ عن إعلان الوحدة الثالثة.
8
لكن الملحوظة الهامة هنا هي أن «قادة العسكر الصعيدي لم يحملوا هذه المرة راية إلههم القديم «ست»، وإنما راية إله الشمال، غريمهم القديم «حور»»، ولعل تفسير هذا الأمر الغريب يعود - في ظننا - إلى أن سيادة «حور» على المملكة المتحدة في عهد التوحيد الأول، جعلته يستقر في القلوب؛ ليزيح من وجدان الجنوبيين إلههم القديم «ست»، ويحل محله. وبمرور السنين، نسي الجنوبيون أن «حور» إله غريب وارد، وغابت صفته كإله مغتصب غاز، ولم يبق له في القلوب سوى صفته القدسية، ويبدو أن ما يصدق على الغزاة من البشر، غالبا ما لا يصدق على الغزاة من الآلهة، وهو أمر اعتيادي تكرر عبر العصور التاريخية، وفي دول وحضارات أخرى متعددة. ثم ألا يؤمن المصريون اليوم بإله جاء مع غزو بادية العرب المسلمة لمصر؟!
وقد نذهب في تفسير استقرار الأمور وهدوء الأحوال واستمرار الوحدة، إلى أن ذلك ربما يرجع أول ما يرجع إلى حكمة حتمتها سياسة الجنوب بعد خبرته أيام تجارب الوحدة السابقة؛ فالتاريخ العقائدي يقول: إن «حور» قد توحد مع «آتوم رع»،
9
فيحتمل أن الجنوبيين قد قدروا أن خير وسيلة للسيطرة ليست القهر بسلاح العسكر، بقدر ما هي التوسل إلى استغلال العواطف الدينية، لتحقيق وحدة طوعية، فلم يجعلوا من إلههم «حور» الإله الرسمي والوحيد، وإنما أدمجوه مع إله الشمس «آتوم رع»، بحيث يبدو كما لو لم يكن هناك غالب ولا مغلوب.
ويغلب على الظن أن هذه الحكمة قد آتت ثمارها؛ فلم ير الشماليون في سيطرة الجنوب غضاضة، لا سيما وأن إلههم الأكبر «آتوم» هو من يحكم الملك باسمه، وإذا كان قد توحد مع الإله الجنوبي «حور» فليس أحب إليهم من هذا؛ فهم لم ينسوا بعد أن «حور» كان إلههم القديم، ولم يزل له في القلوب المكان المكين!
وهكذا أصبحت الوحدة التي قادتها حكمة الصعيد، هي الوحدة الأخيرة، وتحولت إلى أساس وقاعدة راسخة لقيام الحضارة المصرية، تلك الحضارة التي رآها الباحثون أعظم الحضارات القديمة على الإطلاق. (2) عصر التأسيس
10
অজানা পৃষ্ঠা