فأعرضت عني وولت، وتكرر الفعل وردة الفعل حتى لم يبق منها إلا اللسان، وغزاني الحزن والعجب ... فتساءلت: ماذا فعلت بنفسك؟!
فأجابني لسانها: الوحدة والحنان.
وتساءلت في حيرة «متى سمعت هذه العبارة من قبل؟ ...»
الحلم رقم 14
رأيت فيما يرى النائم.
شابا وسيما يسير بسرعة، يشع من عينيه الصافيتين نور يضيء له الطريق، يوحي مظهره بالفتوة والحماس ومعرفة الهدف، فانجذبت إلى اتباعه لأحظى برؤية ما هو فاعل ... منيت نفسي بمشاهدة حدث أو نجاح مأثور، فكلما تحفز تحفزت، وكلما ضاعف من سرعته ضاعفت، وكلما أشرق وجهه أشرقت ... وقطعنا أماكن كثيرة، ورأينا مناظر عجيبة، وتعاملنا مع أناس لا ينسى لهم خير ولا شر، وسليت نفسي المتوترة بأن المشهد المرموق سيهل علي بطلعته الشافية المترقبة، ولم أكترث للزمن المنطوي ولا للجهد الضائع. ولكن الشاب الوسيم راح يتغير منظره، وتتقلص عضلات ساقيه وتنخفض درجات سرعته رويدا، وجعلت أسمع تردد أنفاسه وهي تغلظ وتثقل، وأنات شكواه المتصاعدة، وبرمه بكل شيء ... وأخذ يسب ويلعن ويشتعل غضبا، وأخيرا توقف عاجزا عن الاستمرار، ثم تهاوى على الأرض وهو يلهث ... وجزعت جزعا شديدا، وهتفت: تشدد واستمر.
وخيل إلي أن النوم يغالبه، فصحت: عليك تقع مسئولية شرودي وانخداعي.
فرفع إلي عينين مظلمتين، وهمس: هبني رحمة الوداع.
حولت عنه عيني الحانقتين ورفعتهما إلى السماء فرأيت السحب تتراكم كأنها الليل، ثم استجابت لرياح الشرق فانقشعت، فبشرني هاتف الغيب بالعزاء.
الحلم رقم 15
অজানা পৃষ্ঠা