وساد الصمت حتى تجلت للسمع أصوات رقيقة للخريف في الخارج، وجعلت تلحظه باهتمام، فلما لاذ بالصمت قالت مستلهمة نظراتها النافذة في الأعماق: قل ما عندك، ما زال عندك ما يقال.
فضحك ضحكة قصيرة، وتساءل: أحقا تزوجت من كثيرين؟
فقالت باستهانة: نعم. - وهجرتهم أو أجبرتهم على الهجران؟! - نعم.
فتساءل وقلبه يخفق: ولكن لماذا؟
فقالت ببرود: لم أجد بينهم صالحا.
وراقبت وجومه قليلا، ثم همست في أذنه: أنت أول من أجد!
فرنا إليها غير مصدق، فقرأ الصدق في عينيها الجميلتين المتسلطتين، وهمس في أذنها: لا حياة لي بدونك يا نعمة الله. - ولا حياة لي بدونك.
فقال بحماس وحرارة: أخاف عليك حقدهم المنتشر.
فقالت ساخرة: لا خوف من حقد مصدره العجز. - كراهيتهم لي أيضا تلفحني في كل خطوة.
فقالت بوضوح: احذر أن تظهر خوفا أو قلقا.
অজানা পৃষ্ঠা