فى معرفة قوى الادوية المركبة
পৃষ্ঠা ১
باسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين امين قال الكندى رحمه الله تعالى لما رأيت الاوائل قد غنوا بالتكلم فى كل واحد من قوى الادوية على الانفراد فى الحر والبرد والرطوبة واليبوسة وجدوا فى ذلك حدودا اربعة فقالوا درجة اولى وثانية وثالثة ورابعة فى كل واحد من الكيفيات واضربوا عن ذكر ذلك فى الدواء المركب ولم يقولوا ان هذا الدواء المركب فى درجة كذا وكذا فى الحر والبرد والرطوبة واليبوسة وكان معرفة ذلك اولى واحق فى الدواء المركب دون معرفته فى الدواء المفرد وان كانت المعرفة بها متقدمة فى الرتبة فى الدواء المفرد قبل المركب فليس من الواجب ان تكون المعرفة بها فى الدواء المفرد فقط دون المركب وكان الدواء المركب من ادوية تختلف قواها على الانفراد فما يوجب اختلاف مزاجه عند التركيب فرأيت ان الوصول الى معرفة قوى الادوية المركبة من الفوائد العظيمة اذ كان الدواء المركب واجب تخالف قواها بالكثرة والقلة لتخالف قوى ما ركب منه وممتنع ان يبقى فى قوته على قوة بعض ما ركب منه دون البعض ولما حاولت ذلك ولم اجد ابدا من معرفة كل واحد من الدرجات عند اضافة بعضها الى بعض فقصدت الى البحث عن المعتدل بالاطلاق وهو الذى اجتمعت فيه الاضداد على المساواة من غير ان يميل عن احد الضدين الى الاخر اذ البحث عنه اولى بالتقدم وانما يقال حارا وباردا ورطبا ويابسا لما قد زاد على الاعتدال اذ كان هو الاصل والركن والمبدأ لكل ما فيه من اجله وانه منه نشأ واليه ينحل ومعنى الانحلال رفع الزيادات عن الاعتدال حتى يكون الاعتدال كما نبين ذلك ان شاء الله وهو غير موقوف على اقراره ولا على كسر ضرب فاحتجنا ان نبين ذلك ومعنى الزيادات الدرجات الاربع الزائدة على الاعتدال فنقول ان جميع الزيادات الطبيعية تكون على خمسة اوجه اولها زيادة الضعف ثم بعدها الزيادة التى تزيد جزءا وهى زيادة المثل والجزء ثم بعدها الزيادة التى تزيد اجزاء [وهى زيادة المثل وجزئيه] ثم زيادة المضاعفة الزائدة جزءا وهى مركبة من النوع الاول والثانى ثم بعدها زيادة المضاعفة الزائدة اجزاء وهى مركبة من النوع الاول والثالث ولكى نبين ذلك بيانا واضحا من الاعداد الطبيعية اذ وضعنا الاعداد الطبيعية على نظم الطبيعة وترتيبها لا يمكن تقدم رتبة على سابقتها وبدأنا بالواحد الذى هو علة العدد الذى منه نشأ ونما ليكون ذلك اثبت فى نفس القارى لكتابنا هذا ولنحقق عنده ما قدمنا من هذه الضروب الخمسة واجب تقديمه هو واحد اثنان ثلاثة اربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة فنقول ان زيادة الاثنين على الواحد ضعف الواحد وان الواحد من الاثنين نصف فقد بان ان اول الزيادات الطبيعية زيادة الضعف وذلك ان الاثنين ضعف الواحد ولذلك ما قدمنا زيادة الضعف لما قدمتها الطييعة وان اول النسب الطبيعية على طريق القلة هو النصف وذلك ان واحدا من الرتبة التى بعده وهى اثنين نصف وسواء علينا قلنا زيادة او نسبة ونقول ان زيادة الثلاثة على الاثنين هى الزيادة التى تزيد جزءا وذلك ان الثلاثة قد زادت على الاثنين جزءا من الاثنين وجزء من الاثنين واحد وهى زيادة جزء فقد بان ايضا ان هذه الزيادة فى الرتبة الطبيعية بعد التى قبلها وكذلك زيادة الاربعة على الثلاثة من زيادة جزء ونقول ان زيادة الخمسة على الثلاثة هى اول الزائد اجزاء وذلك ان زيادة الخمسة على الثلاثة اثنان واثنان من ثلاثة جزءان وهو الزائد اجزاء ونقول ان زيادة الخمسة على الاثنين هى اول الزيادة المضاعفة الزائدة جزءا وذلك ان الخمسة قد زادت على الاثنين بضعفها وبواحد وواحد من اثنين جزء وهى النسبة المركية التى قلنا انها مركبة من نسبة الضعف ومن نسبة الزائد جزءا ونقول ان زيادة الثمانية على الثلاثة هى اول الزيادة المضاعفة الزائدة اجزاء وذلك ان الثمانية قد زادت على الثلاثة بضعفها وبمثل جزئين منها وهى النسبة المركبة التى قلنا انها مركبة من النوع الاول والثالث فانه قد بان مما قد ذكرناه ان ما قدمناه من هذه الضروب الخمسة واجب تقديمه التى اولها زيادة الضعف مثل الواحد والاثنين والاربعة والثمانية والثانى الزائد جزءا مثل اثنين وثلاثة واربعة وخمسة والثالث الزائد اجزاء مثل ثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة والرابع زيادة الضعف الزائد جزءا فمثل اثنين وخمسة واحد عشر وثلاثة وعشرين والخامس زيادة الضعف الزائد اجزاء مثل ثلاثة وثمانية وثمانية عشر وثمانية وثلاثين حل النسبة الى الاعتدال ليكون ذلك مثالا وقانونا نهتدى عليه فيما يراد حله الى الاعتدال لان كثيرا من المطلوبات لا يوصل الى معرفتها الا بتمثيل اشياء يكون لها بعض المجانسة فتعرض ثلاثة اعداد على نسبة الضعف اذ لا يكون الاعتدال موجودا الا فى هذه النسبة على ما سنبين بعدها ان شاء الله وهذا النوع الاول المقدم الذى ظهر ظهورا اوليا طبيعيا وهو ان يكون ثلاثة اعداد مناسبة نسبة الاول الى الثانى كنسبة الثانى الى الثالث وان عكسنا كان نسبة الثالث الى الثانى كنسبة الثانى الى الاول فالاول هو الاصغر والثانى هو الاوسط والثالث هو الاعظم فاذا اردت حلها الى الاعتدال فانك تلغى من الاوسط مثل الاصغر ثم تلغى من الاعظم مثل الاوسط ومثل الاصغر فان تعادلت الاعداد الثلاثة فقد كان ما اردناه والا فقد خرجت من نوع اصنافها وصارت الى نوع اخر وهو ابعد فى الطبيعة من التوع الذى يجب ان ينحل عنه ثم تعمل بمثل عملك الاول فان تعادلت وتساوت الاعداد الثلاثة فذلك ما اردنا والا فقد خرجت من نوع الاعتدال وصارت الى نوع هو ابعد فى الطبيعة منه مثل ذلك ان تعرض المتعادلات فى سطر ذى ثلاثة مراتب وهو السطر الاول وهى الف الف الف ثم تضم اليه سطرا ثانيا فتناسب مراتبه على نسبة الضعف وهى الف باول فان اردت حلها الى الاعتدال فانك تلغيه من الاوسط الذى هو بمثلى الاصغر الذى هو الف ثم تلغيهما من الاعظم الذى هو دال مثل الاوسط والاصغر وهما الفان و الف فقد تعادلت الاعداد كلها فان اردت حل بافى الضروب الاربعة الى الاعتدال لم يتفق ان يبقى متعادلة وصارت الى نوع هو ابعد فى الطبيعة من نوع الاعتدال نسبة الزائد جزءا وهو ب ج د ثم تضم اليه سطرا رابعا على نسبة الزاند اجزاء وهو ج ه ز ثم تضم اليه سطرا خامسا على نسبة المضاعف الزائد جزءا وهو ب ه يا ثم تضم اليه سطرا سادسا على نسبة المضاعف الزائد اجزاء وهو ج ح يح كما ترى نسبة المساواة ا ا نسبة الضعف ا ب د نسبة الزائد جزءا ب ج د نسبة الزائد اجزاء ج ه ز نسبة المضاعف الزائد جزءا ب ه يا نسبة المضاعف الزائد اجزاء ج ح يح [TABLEAU 1] فان اردت حل هذه الانواع الاربعة الى الاعتدال فانك تلغى فى كل سطر من السطور العدد الاصغر من الاوسط ثم الاوسط والاصغر من الاعظم فانها تبقى اعداد غير متعادلة اما فى البعض واما فى الكل ولا تجدها تبقى متعادلة كلها فقد بان من هذا ان الاعتدال غير موجود الا فى نسبة الضعف الاولية وبان ان نسبة الضعف متناسبة وان الزيادات التى تنحل الى الاعتدال متناسبة فان صرفت كل واحد من الضروب الاربعة الا نسبة الضعف الاولية وجدت الاعتدال فيها وكانت متناسبة ولذلك ما قلت ان الاعتدال غير موجود الا فى نسبة الضعف فاذا فقد بينا ان اول الزيادات الطبيعية زيادة الضعف وانما هى الموجود فيها الاعتدال عند حلها الى الاعتدال فلنبين الاعتدال فى الكيفية ثم نبين ما خرج عن الاعتدال ثم نحله الى الاعتدال حتى يظهر قدر الزيادات على الاعتدال ان شاء الله فنقول ان الاعتدال فى الكيفيات هو مقاومة الاضداد بعضها لبعض فى الشىء المعتدل وتأثيرها على السواء اعنى ان يكون تسخينه مثل تبريده فيجب ان يكون الخروج عن الاعتدال زيادة احدى الكيفيات على ضدها برهان ذلك ان الحرارة والبرودة ضدان ينافى كل واحد منهما صاحبه وفى المعتدل فليس يزيد ولا يشتد واحد منهما وهما متساويان الا انه من الواجب متى زادت احدى الكيفيتين على ضدها تزيد فى نوعها فقد بان ان الخروج عن الاعتدال فى الكيفية زيادة احدى الكيفيتين على الكيفية المضادة لها وسواء علينا قلنا متساويتين او معتدلتين او متكافيتين او متقاومتين ومتى قلنا زيادة احدى الكيفيات فانا انما نعنى اشتدادها اذ لا يستعمل الزيادة فى الكيفيات اذ الزيادة خاصة من خواص الكمية ولما كان كل واحد من الكيفيتين المتضادتين يحل محلا يقوم فيه قيامها وكان المحل الذى يقوم فيه الحرارة غير المحل الذى يقوم فيه البرودة اذ لا يحل الضدان واحد محل اخر فلنا ان نقول ان فى المعتدل من الاجزاء الحارة مثل ما فيه من الاجزاء الباردة اذا جزأناه الى اجزاء صغيرة فان عارضنا معترض وقال ان الحرارة لانبساطها تحل محلات اعظم من حلات البرودة لاقتصارها قلنا له ان الحرارة لا تنبسط من حضور ضدها ومعادلها لما بينهما من التضاد والتنافى لان الحرارة ليست احق بان تزيل البرودة من محلها من ان تزيلها البرودة من محلها واذا لم يكن ذلك لها فليست تنبسط فى محلات باكثر من انبساط البرودة فى المحلات وان شئت فاضرب بوهمك الى اقل ما يمكنك من اجزاء المعتدل المزاج وهو الجزء الذى لا يتجزأ للصغرة وانه من الواجب ان يكون فيه من الحر مثل ما فيه من البرد اذ جملة المعتدل مركب من هذه الاجزاء وقد حق من هذا ايضا ان فى المعتدل من الاجزاء الحارة مثل ما فيه من الباردة فانه قد ظهر ان الخروج عن الاعتدال فى الكيفية زيادة احدى الكيفيتين على الكيفية المضادة لها وحاولنا ان نبينه على طريق الكمية [فقد بان ان كمية ما خرج عن الاعتدال من الكمية فى الكيفية يقاس] عما فى ذلك من ظهور الاعتدال ثم نبين حله الى الاعتدال اذ لا يكون الاعتدال موجودا الا فيما ينحل اليه فنقول انه لما كانت الزيادة على المعتدل لا ينحل كلها الى الاعتدال وكان لا ينحل الى الاعتدال الا زيادة الضعف لزمت ولما كان ما فى المعتدل من الحار مثل ما فيه من البارد فلنفرض المعتدل جزءا واحدا فيكون نصفه حارا ونصفه باردا ونفرض كل واحد من الضدين المتعادلين نصفا اذ الحار نصف والبارد نصف فنقول انه يجب ان يكون قدر الزيادة الاولى الخارجة عن الاعتدال الظاهر حرها للحس ظهورا ليس بلبين مثلى حر المعتدل لما قد بينا من زيادة الضعف وهو مثلا برد المعتدل اذ الحار فى المعتدل مثل البارد وهو نصف جزء من كل واحد منهما على ما وصفناه فما فى الزيادة الاولى من الحار جزء كامل ومن البارد مثل نصف ما فيها من الحار فان حللنا هذه الزيادة الاولى الى الاعتدال ورفعنا النصف الواحد من الحرارة بقى نصف جزء حار ونصف جزء بارد وهما النصفان المتقاومان اللزان قام منهما الاعتدال فبان من هذا ان الاعتدال موجود فى كل واحد من الزيادات عند رفعنا الزيادة الاولى بوجود الاجزاء المتعادلة المتضادة ونقول انه يجب ان يكون قدر الزيادة الثانية الخارج حرها عن الزيادة الاولى خروجا ظاهرا مثلى حر الزيادة الاولى لما قد بيناه من زيادة الضعف وقد كان قدر الزيادة الاولى جزءا كاملا وهو مثلا حر المعتدل وهو ايضا مثلا برده فيجب ان يكون حر الزيادة الثانية جزئين وهما مثلا حر الزيادة الاولى واربعة امثال حر المعتدل وهو مثل اربعة امثال برده ايضا لما كان حر المعتدل متساويا للبرودة فما فى الزيادة الثانية من البارد مثل ربع ما فيها من الحار فان اوقعنا هذه الزيادة الثانية بقيت الزيادة الاولى فاذا رفعنا هذه الزيادة الاولى بقى نصف جزء حار ونصف جزء بارد وهما النصفان المتقاومان اللزان قام منهما الاعتدال ونقول انه يجب ان يكون قدر الزيادة الثالثة الخارج حارها وفعلها عن الزيادة الثانية فعلا قويا الا انه ليس فى الغاية مثلى حر الزيادة الثانية لما قد بينا من زيادة الضعف ولما كان قدر الزيادة الثانية مثلى حر الزيادة الاولى واربعة امثال حر المعتدل فيجب ان يكون حر الزيادة الثالثة اربعة امثال حر الزيادة الاولى وقد كان حر الزيادة الاولى مثلى حر المعتدل وهو مثلا برده فيجب ان يكون حر الزيادة الثالثة ثمانية امثال حر المعتدل وهو مثل ثمانية امثال برده ايضا فما فى الزيادة الثالثة من البارد مثل ثمن ما فيها من الحار فاذا رفعنا هذه الزيادة الثالثة بقيت الثانية واذا رفعنا الزيادة الثانية بقيت الزيادة الاولى واذا رفعنا الزيادة الاولى بقى نصف جزء حار ونصف جزء بارد وهما النصفان المتقاومان اللزان قام منهما الاعتدال ونقول انه يجب ان يكون قدر الزيادة الرابعة الخارج حرها وفعلها عن الزيادة الثالثة فعلا قويا مثلى حار الزيادة الثالثة لما قد بينا من زيادة الضعف وقد كان قدر حار الزيادة الثالثة اربعة امثال حار الزيادة الاولى وثمانية امثال حار المعتدل فيجب ان يكون قدر حار الزيادة الرابعة ثمانية امثال حارالزيادة الاولى وستة عشر مثل حار المعتدل وهو مثل ستة عشر بارده لما بينا ان حار المعتدل مثل بارده فما فى الزيادة الرابعة من البارد مثل نصف ثمن ما فيها من الحار فاذا رفعنا هذه الزيادة الرابعة بقيت الزيادة الثالثة واذا رفعنا الزيادة الثالثة بقيت الزيادة الثانية واذا رفعنا الزيادة الثانية بقيت الزيادة الاولى واذا رفعنا الزيادة الاولى بقى نصف جزء حار ونصف جزء بارد وهما النصفان المتقاومان اللزان قام منهما الاعتدال وكذلك يكون قدر الزيادة الاولى والثانية والثالثة والرابعة الخارج بردها عن الاعتدال على قدر حر الزيادات الخارجة عن الاعتدال التى بينا خروجها وكذلك يكون حرها من الزيادات الباردة مثل ما كان بردها من الزيادات الحارة فاذ قد بينا هذا فى المعتدل [على الاطلاق فنبينه على طريق الاضافة ونسمى معتدلا فى الادوية ما يسمى معتدلا] على طريق الاضافة الى النوع الانسانى وهو الذى لا يسخنه ولا يبرده ولا يرطبه ولا يجففه واذا كان ذلك كذلك فواجب ان يكون ما فيه من الحر مثل ما فيه من البرد ومن الاجزاء الحارة مثل ما فيه من الاجزاء الباردة اذا اضيف الى النوع الانسانى المعتدل وذلك انه ان لم يكن تسخينه له اكثر من تبريده او ترطيبه له اكثر من تجفيفه فهو معتدل بالاضافة الى ما قيل من اجله معتدلا ويجب ان يكون هذا الاعتدال ايضا اصلا وركنا لما قيل من اجله معتدلا اليه ينحل ما زاد عليه وخرج عنه ويجب ان يكون اقدار الزيادات على هذا الاعتدال سبيلها سبيل اقدار الزيادات على هذا المعتدل بالاطلاق ويلزم فى هذا الاعتدال المقول على طريق الاضافة ما يلزم الاعتدال المقول المطلق وذلك ان هذا الاعتدال ايضا اصل وركن لما قيل من اجله معتدلا اليه تنحل الزيادات اذ منه نشأت وذلك انا نقول ان هذا الدواء حار او بارد او رطب او يايس فى الدرجة الاولى والمعنى انه قد زادت حرارته او برودته او رطوبته او يبوسته على الاعتدال زيادة هى اول الزيادات الظاهرة للحس ظهورا ليس بالبين وقد بينا ان اول الزيادات الطبيعية هى زيادة الضعف وانها هى التى تنحل الى الاعتدال فيجب ان يكون ما فى الدرجة الاولى من اجزاء الكيفيات التى ظهرت للحس مثلى ما فى المعتدل من نوعها وهو مثلا ما فى المعتدل من ضدها لما قد بينا وانا متى رفعنا ما فى الدرجة الاولى التى هى الزيادة الاولى من اجزاء الكيفيات الزائدة على الاعتدال بقى الاعتدال الذى فيه الكيفيات على السواء على ما بينا من العكس الى الاعتدال اى يرجع الى الاصل الذى منه المبدأ لان الدرجة الاولى انما كانت من ضعف ما فى المعتدل من نوعه وان شنت من ضده لما قد بينا وكذلك نقول ان هذا الدواء حار او بارد او رطب او يابدس فى الدرجة الثانية والمعنى انه قد زادت حرارته او برودته او رطوبته او يبوسته على الدرجة الاولى زيادة ما هى اول الزيادات الخارجة عن الدرجة الاولى خروجا ظاهرا وينبغى ان يكون قدر هذه الزيادة مثلى ما قبلها من الدرجة الاولى لما قد بينا ان الانحلال الى الاصل الذى هو المعتدل انما يكون فى زيادة الضعف فتكون قوة الدرجة الثانية من الكيفية الغالبة مثلى قوة الدرجة الاولى الغالبة وقد كان قدر قوة الاولى الغالبة مثلى قدر قوة ما فى المعتدل من نوعها وان شنت من ضدها [فتكون قوة الدرجة الثانية الغالبة اربعة امثال ما فى الاولى من نوعها وان شنت من ضدها] واذا رفعنا الدرجة الثانية بقيت الاولى التى هى الزيادة الاولى [واذا رفعنا الدرجة الاولى] بقى الاعتدال الذى فيه الكيفيات على السواء على ما بينا فى العكس الى الاعتدال وكذلك نقول ان هذا الدواء حار او بارد او رطب او يابس فى الدرجة الثالثة والمعنى انه زادت حرارته او برودته او رطوبته او يبوسته على الزيادة الثانية زيادة ما هى اول الزيادات الخارجة عن الدرجة الثانية الا انه ليس فى الغاية وينبغى ان يكون قدر هذه الزيادة الثالثة مثلى ما فى قبلها من الدرجة الثانية لما بينا من زيادة الضعف وقد كان قدر الزيادة الثانية مثلى قدر الزيادة الاولى واربعة امثال من نظيره او ضده من المعتدل فيكون قدر [قوة] الدرجة الثالثة الغالبة اربعة امثال الزيادة الاولى وثمانية امثال ما فى المعتدل من نظيره او ضده فاذا رفعنا الدرجة الثالثة بقيت الثانية واذا رفعنا الدرجة الثانية بقيت الدرجة الاولى فاذا رفعنا الدرجة الاولى بقى الاعتدال الذى فيه الكيفيات على السواء وكذلك نقول ان هذا الدواء حار او بارد او رطب او يابس فى الدرجة الرابعة والمعنى انه قد زادت حرارته او برودته او رطوبته او يبسه على الدرجة الثالثة [ما كان الزيادة الاولى على الدرجة الثالثة] وفعلها فعل قوى وذلك انه يبلغ من اسخانها ان يحرق او يبرد فمات من يلقه وينبغى ان يكون قدر هذه الزيادة الرابعة مثلى ما قبلها من الدرجة الثالثة لما قد بيناه من زيادة الضعف وقد كان قدر الدرجة الثالثة اربعة امثال قوة الدرجة الاولى وثمانية امثال ما فى المعتدل من نظيرها او ضدها فتكون قوة الدرجة الرابعة الغالبة على هذا ثمانية امثال قوة الدرجة الاولى وستة عشر ما فى المعتدل من نظيرها او ضدها فاذا عكسنا هذه الدرجة الرابعة الى الاعتدال برفع الزيادة الرابعة بقيت الدرجة الثالثة فاذا رفعنا الزيادة الثالثة بقيت الدرجة الثانية فاذا رفعنا الزيادة الثانية بقيت الدرجة الاولى فاذا رفعنا الزيادة الاولى بقى الاعتدال الذى فيه الكيفيات على السواء وهكذى كيفية الانحلال الى الاعتدال الذى منه كان الابتداء وبان هذا ايضا ان قوى درجات الادوية الخارجة عن الاعتدال منحلة اى منعكسة الى الاعتدال الذى منه نمت القوى وقد كنابينا ان الانحلال الى المعتدل لايكون موجودا الا فى نسبة الضعف [وان نسبة الضعف] متناسبة فينتج من هذا القول ان قوى درجات الادوية الظاهرة للحس الزائدة على الاعتدال متناسبة نسبة الضعف وترتيب المقدمات لهذه النتيجة ان نقول ان قوى درجات الادوية منحلة الى الاعتدال على ما قد ظهر وكل منحل الى الاعتدال فهو فى نسبة الضعف فينتج من هذا ان قوى درجات الادوية متناسبة نسبة الضعف فاذا الفنا الى هذه النتيجة قرينة هى ان نسبة الضعف متناسبة فينتج من ذلك ان قوى درجات الادوية الغالبة متناسبة اعنى ان تكون نسبة حار المعتدل من حار الدرجة الاولى كنسبة حار الدرجة الاولى من حار الدرجة الثانية ونسبة حار الدرجة الثانية من حار الدرجة الثالثة كنسبة حار الدرجة الثالثة من حار الدرجة الرابعة وكذلك نسبة بارد المعتدل من بارد الدرجة الاولى كنسبة بارد الدرجة الاولى من بارد الدرجة الثانية ونسبة [بارد الدرجة الثانية من بارد] الدرجة الثالثة كنسبة بارد الدرجة الثالثة من بارد الدرجة الرابعة فاما القوى المضادة للقوى الخارجة عن الاعتدال الى الزيادة فانا ان سميناها من طريق اضافتها الى الخارجة كانت متناسبة متفاضلة وذلك انه يكون قدر زيادة بارد المعتدل على بارد الدرجة الاولى كمقدار زيادة بارد الدرجة الاولى على بارد الدرجة الثانية ويكون قدر زيادة بارد الثانية على بارد الثالثة كقدر زيادة الثالثة على الرابعة وان سمينا بعضها من بعض كانت متساوية لما بينا انها كلها مساوية لما فى المعتدل عند رفعنا الزيادات لانها تبقى الاجزاء متعادلة بيان ذلك ان المعتدل هو الذي فيه من الحار مثل ما فيه من البارد قلت الاجزاء اوكثرت ولنفرض المعتدل جزءا هو اقل الاجزاء فنصفه حار ونصفه بارد وان الدرجة الاولى من الحر فيها ضعف ما فى المعتدل من الحر لما قد بينا ان اول الزيادات الطبيعية زيادة الضعف ولما كان ما فى المعتدل من البارد مثل ما فيه من الحار وجب ان يكون حار الدرجة الاولى مثل ضعف بارد المعتدل ايضا وبرد المعتدل مساو لحره وان كان حار الدرجة الاولى مثل ضعف بارد المعتدل ايضا فما فيها من البارد مثل نصف ما فيها من الحار فيكون الحار جزءا والبارد نصف جزء وان الدرجة الثانية فيها من الحار ضعف ما فى الاولى من الحار لما قد بينا من زيادة الضعف وقد كان ما فى الاولى من الحار مثل ضف ما فى المعتدل من الحار وضعف ما فيه من البارد فيجب ان يكون ما فى الدرجة الثانية من الحار اربعة امثال ما فى المعتدل من الحار واربعة امثال ما فيه من البارد اذا قيس بالبارد واذا كان حار الدرجة الثانية اربعة امثال ما فيه من البارد اذ فيه من البارد مثل ما فيه من الحار فيكون الحار جزئين والبارد نصف جزء وان الدرجة الثالثة من الحار فيها من الحار ضعف ما فى الثانية من الحار لما بينا من زيادة الضعف وقد كان ما فى الثانية من الحار اربعة امثال ما فى المعتدل من الحار واربعة امثال ما فيه من البارد فيجب ان يكون ما فى الدرجة الثالثة من الحار ثمانية امثال ما فى المعتدل من الحار وثمانية امثال ما فيه من البارد اذا قيس بالبارد واذا كان حر الدرجة الثالثة ثمانية امثال برد المعتدل فما فيها من البارد مثل ثمن ما فيها من الحار فيكون الحار اربعة اجزاء والبارد نصف جزء وان الدرجة الرابعة من الحار فيها من الحار ضعف ما فى الثالثة من الحار لما بينا من زيادة الضعف وقد كان ما فى الثالثة من الحار ثمانية امثال ما فى المعتدل من الحار وثمانية امثال ما فيه من البارد فيجب ان يكون فى الدرجة الرابعة من الحار ستة عشر مثل ما فى المعتدل من الحار وستة عشر مثل ما فيه من البارد اذا قيس بالبارد اذ حار الدرجة الرابعة مثلا حار الدرجة الثالثة وان كان حار الدرجة الرابعة ستة عشر مثل بارد المعتدل فما فيها من البارد مثل نصف ثمن ما فيها من الحار فيكون الحار ثمانية اجزاء والبارد نصف جزء وكذلك الدرجة الاولى والثانية والثالثة والرابعة من البرد يكون فيها من الحار على قياس ما تقدم من البارد وكذلك القياس فى الرطوبة واليبوسة فقد تبين من هذا انك متى نسبت القوى المضادة للقوى الخارجة عن الاعتدال الى الزيادة وهى نصف جزء فى كل واحد من الدرجات بعضها من بعض كانت متساوية ومتى نسبتها من طريق اضافتها الى الخارجة كانت متناسبة نسبة الضعف وذلك انه يفضل بارد الدرجة الثالثة من الحار على بارد الدرجة الرابعة من الحار بمثل بارد الدرجة الرابعة وكذلك يفضل بارد الدرجة الثانية على الثالثة والاولى على الثانية والمعتدل على الاولى وذلك ان بارد الدرجة الرابعة من الحار مثل نصف ثمنها من الحار والثالثة ثمن والثانية ربع والاولى نصف فالمعتدل مثل وكذلك يفضل حار الدرجة الثالثة من البارد على حار الدرجة الرابعة وكذلك باقى الدرجات وكذلك الرطوبة واليبوسة فقد تبين مما قدمنا ان افضل النسب كلها فى نسبة التفاضل نسبة الضعف الموجود فيها الاعتدال وذلك انها تنحل الى الاعتدال على ما قد تبين وقد بين صاحب الموسيقى ان هذه النسبة افضل النسب والذها عند الطباع اعنى نسبة الضعف وبان ايضا انه انما قيل درجة اولى وثانية وثالثة ورابعة من طريق تسمية نظم العدد فقط لا من طريق غير ذلك وذلك انه لا يخلو اقوالهم درجة اولى وثانية وثالثة ورابعة من معنيين احدهما انه قيل ذلك من طريق تسمية نظم العدد ومراتبه الذى هو واحد واثنان وثلاثة واربعة والثانى انه قيل ذلك من طريق القوى اعنى انه انما قيل درجة رابعة لان قوتها اربعة امثال الاولى وثالثة لان قوتها ثلاثة امثال الاولى وثانية لان قوتها مثلا الاولى فان كان قيل فى هذه الدرجات اولى وثانية وثالثة ورابعة من طريق تسمية نظم العدد ومراتبه لا من طريق القوى فليس من الاواجب الواجب ان يكون قبلت على وجه التسمية ويقصد بها القوى وان كان قيل فى هذه الدرجات رابعة لان قوتها اربعة امثال الاولى وثالثة من طريق ان قوتها ثلاثة امثال الاولى لم تقع هذه الرتبة تتناسب وقد بينا انها متناسبة فيما تقدم وايضا فان جالينوس قد تقدم وابطل مذهب من اعتقد ان قوة الدرجة الرابعة اربعة امثال الاولى والثالثة ثلاثة امثال الاولى فى المقالة عشر من تركيب الادوية وفى المقالة الثانية فى النسخة الخامسة من الادوية لاندروماخس فى مداواة المعدة والنسخة مبينة فى كتابته لمن شاء ان ينظر وان كان ذا فهم ومعرفة بالنسبة والتناسب علم ان مذهب من اعتقد ان الدرجة الرابعة اربعة امثال الاولى والثالثة ثلاثة امثال الاولى باطل وقد ذهب بعض الناس ان يجعل قوى الدرجات على هذا الترتيب فقال ان قوة الدرجة الاولى من الحر خمسة اثمان [قوة حر الدرجة الرابعة وتبقى منها ثلاثة اثمان] باردة وقوة الدرجة الثانية من الحر ثلاثة ارباع قوة الدرجة الرابعة من الحر ويبقى ربعها باردا وقوة الدرجة الثالثة من الحر سبعة اثمان قوة الدرجة الرابعة من الحر ويبقى ثمنها باردا وكان دليله على ذلك انه قال لو خلطنا دواءا فى الدرجة الرابعة من الحر مع دواء فى الدرجة الرابعة من البرد لاعتدل الدواء وكان فيه اربعة اجزاء حارة واربعة اجزاء باردة فان صار الجزء الخامس حارا كان فى الدرجة الاولى من الحر وكان خمسة اجزائه حارة وثلاثة اجزائه باردة وان صار الجزء السادس حارا كان فى الدرجة الثانية من الحر وكان ثلاثة ارباعه حارة وربعه باردا وان صار الجزء السابع حارا كان فى الدرجة الثالثة من الحر وكان سبعة اثمانه حارة وثمنه باردا وان صار الجزء الثامن حارا كان الدواء فى الدرجة الرابعة من الحر وكان كله حارا لا شىء فيه من البرد وهذا مذهب فاسد من طريق التجربة ومن طريق من قاس عليه وجعل دليلا منه فذلك انه لو خلط دواء فى الدرجة الثالثة من الحر مع دواء فى الدرجة الثالثة من البرد لاعتدل الدواء وكان فيه من الحار ثلاثة اجزاء ومن البارد ثلاثة اجزاء فان صار الجزء الواحد حارا كان فى الدرجة الاولى من الحر وكانت اربعة اجزائه حارة وجزءاه باردين فتكون الدرجة الاولى على هذا ثلثاها حارين وثلثها باردا وقد كان خمسة اثمانها حارة وثلاثة اثمانها باردة وهذا خلف لا يمكن وكذلك ايضا ان صار الجزء الثانى مع الاول حارا كان الدواء فى الدرجة الثانية وكانت خمسة اجزائه حارة وجزؤه الباقى باردا فتكون الدرجة الثانية على هذا خمسة اسداسها حارة وسدس باردا وقد كان ثلاثة ارباعها حارة وربعها باردا وهذا خلف لا يمكن وكذلك ايضا ان صار الجزء الثالث مع الثانى والاول حارا كان الدواء كله حارا ولم يكن فيه شىء من البارد وقد كان ان صار الجزء الثالث حارا مع الاجزاء التى قبله فى الدرجة الثالثة سبعة اثمانها حارة وثمنها باردا وهذا مذهب فاسد جهرا لانه ليس احق بان يكون من الدرجة الرابعة دليل دون ان يجعل دليلا ايضا من الدرجة الثالثة والثانية فاذا قد ظهر فساد هذا المذهب وبطلان مذهب من اعتقد ان قوة الدرجة الرابعة اربعة امثال الاولى والثالثة ثلاثة امثال مما اثبته جالينوس فى نسخته ومما بيناه نحن وبان انها متناسبة نسبة الضعف اعنى نسبة قوة الدرجة الاولى من الثانية فى التأثيركنسبة قوة الدرجة الثانية من الثالثة فى التأثير وكنسبة قوة الدرجة الثالثة من الرابعة فى التأثير فلنبين كيفية المأخذ فى تركيب الادوية على هذه النسبة التى هى افضل النسب فى نسبة التفاضل فاقول ان اقسام تركيب الادوية يكون على ضروب كثيرة الا انه يرجع عند التحصيل الى ستة اضرب احدها تركيب الدواء الحار [مع الدواء الحار] والثانى تركيب الدواء البارد مع الدواء البارد والثالث تركيب الدواء الحار مع البارد والرابع تركيب الدواء المعتدل مع الدواء المعتدل والخامس تركيب الدواء المعتدل مع الدواء الحار [والسادس تركيب الدواء المعتدل مع الدواء البارد] فاما تركيب الدواء الحار [مع الدواء الحار] فيكون على ثلاثة اضرب احدها ان يركب مع حار مثله والثانى ان يركب مع حار فوقه والثالث ان يركب مع حار دونه فان كان تركيب الدواء الحار مع حار مثله لم يزد حر الدواء المركب ولم ينقص منه شىء وان كان تركيب الدواء مع حار فوقه كان الدواء المركب ازيد حرا وكانت حرارته بين الازيد والانقص وان كان تركيب الدواء مع حار دونه كان الدواء المركب انقص حرا وكانت حرارته بين الازيد والانقص ولنضرب لما قلنا مثلا وذلك اننا لو خلطنا مائين كل واحد منهما فى غاية الغليان ولم يكن بين خلطنا لهما فترة ولم ينقص من حرهما شىء لبقيا مغليين وان خلطناه وهو دون الغليان مع ماء يغلى لازداد الماء الذى هو دون الغليان حرا من اجل الماء المغلى وينقص حر الماء المغلى من اجل الماء الذى هو دون الغليان وليس ينبغى ان يتوهم ان الدواء الحار اذا خلط مع دواء اكثر منه حرا انه ينقص حر الدواء الاكثر من طريق كيفية حر الانقص لكن من طريق ما فى الحار الانقص من كيفية البرد وكذلك ينقص برد الدواء الاكثر بردا من طريق ما فى البارد الانقص من كيفية الحر لما بينا ايضا فيما تقدم ان برد ما فى الدرجة الاولى من الحر نصف ما فيها من الحر وكذلك باقى الدرجات ولتقف من ذلك على ما يخص اسم البرد من اسم الحر واسم الحر من اسم البرد واسم الرطوبة من اسم اليبوسة واسم اليبوسة من اسم الرطوبة على ما اذكره بعد هذا واما تركيب الدواء البارد مع البارد فيكون ايضا على ثلاثة اضرب احدها ان يركب مع بارد مثله وهو لا يزداد برده عند التركيب ولا ينقص منه شىء والثانى ان يركب الدواء مع بارد فوقه والثالث ان يركب مع بارد دونه والناقص يزداد بردا بالزائد والزائد ينقص بردا بالناقص ويكون الدواء المركب فيما بين برد الازيد وبرد الانقص وهذا ظاهر لمن تأمله على طريق المثال واما تركيب الدواء الحار مع البارد فان كل واحد من الكيفيتين ينقص من ضدها واما تركيب الدواء المعتدل مع المعتدل فيكون الدواء المركب منهما [معتدلا واما تركيب الدواء الحار مع دواء غير معتدل فيكون الدواء المركب منهما] غيرمعتدل لانه اذا ركب معتدل مع غير معتدل لم يكن الدواء المركب منهما معتدلا وهذا من العلم العام الذى لا يحتاج الى برهان وواجب ان ينقص من حر الدواء الحار لما بيناه ان ما فى الحار الانقص من كيفية البرد يكس من حر الازيد وجماع القول ان تركيب الادوية المعتدلة مع المعتدلة وتركيب الحارة مع مثلها فى الحرارة وتركيب الباردة مع مثلها فى البرودة لا يمكن فى قواها الزيادة ولا الانحطاط عما هى فيه فتكون معتدلة او حارة او باردة فانه اذا كان المركب من ادوية تختلف بالزيادة والقلة او الضد فان الناقص يزداد بالزائد وينقص الزائد بالناقص يبسط تركيب الادوية وصف تركيب الدواء الحار مع الدواء الحار تجمع اوزان درجات العقاقير الحارة وتحفظها وتجمع ما فيها من القوى الباردة وتعلم ما اسمها من عدد القوى الحارة وقد قلنا فيما تقدم انه اذا كانت القوى الباردة مثل نصف القوى الحارة فالدواء حار فى الدرجة الاولى وان كانت القوى الباردة مثل ربع القوى الحارة فالدواء حار فى الدرجة الثانية واذا كانت القوى الباردة مثل ثمن القوى الحارة فالدواء حار فى الدرجة الثالثة واذا كانت القوى الباردة مثل نصف ثمن القوى الحارة فالدواء حار فى الدرجة الرابعة وكذلك القياس فى الادوية التى الغالب فيها البرد وينسب الى احدى الدرجات الاربع وان كانت قوة دواء فيما بين درجتين من الدرجات الاربع فاعلم تسميتها من فصل ما بين الدرجتين ولنضرب لما قلنا مثلا وذلك اننا اذا خلطنا وزنة درهم مصطكى وهى حارة فى الدرجة الثانية مع وزنة درهمين من القاقلة وهى حارة فى الدرجة الاولى فنضرب قوة الدرجة الاولى من الحار وهو واحد فى الدرهمين من القاقلة يكون جزئين ثم تضرب قوة الدرجة الثانية وهو اثنان بقياس الاولى فى الدرهم من المصطكى يكون جزئين فتجمع الجزئين من حار القاقلة مع الجزئين من حار المصطكى فيكون اربعة اجزاء حارة فتحفظها على ما اعلمتك وقد علمت ان الاجزاء الباردة فى الدرجة الاولى من الحر مثل نصف الاجزاء الحارة فهو من البرد نصف جزء بالاضافة الى الاجزاء الحارة فتضرب ذلك النصف فى الدرهمين من القاقلة يكون ذلك جزءا كاملا باردا وقد علمت ان الاجزاء الحارة فى الدرجة الثانية من الحار اثنان مثل الاولى وان ربعها بارد وربع اثنين نصف فتضرب نصفا فى وزنة الدرهم من المصطكى فيكون ذلك نصفا باردا فتجمعه مع الجزء البارد فيكون ذلك جزءا ونصفا من البرد فتعلم ما اسم الجزء والنصف البارد من الاجزاء الاربعة الحارة التى حفظت فيكون ذلك ثلاثة اثمان فتبين ان هذا الدواء المركب ثلاثة اثمانه باردة [مع اجزائه الحارة] وقد علمت ان الدرجة الاولى من البرد فيها مع الحر مثل نصف ما فيها من الحر وان الدرجة الثانية من البرد فيها مع الحر مثل ربع ما فيها من الحر وقد علمت ان ثلاثة اثمان اقل من نصف الذى هو برد الدرجة الاولى من الحر واكثر من ربع الذى هو برد الدرجة الثانية من الحر فينبغى ان يكون الدواء الذى ثلاثة اثمان اجزائه باردة فيما بين الدرجة الاولى والثانية فان اردت ان تعلم فى اى درجة هو الدواء من الحر فتعلم فصل ما بين الدرجة الاولى والثانية فى البرد وذلك ربع جزء بارد فتطرحه من الثلاثة الاثمان التى هى برد الدواء المركب فيبقى ثمن فتعلم ما اسمه من الربع الذى هو فصل ما بين الدرجتين فتجد ذلك نصفا بهذا النصف انحط الدرجة الثانية من الحرارة فتنقص مثل هذا الاسم من الدرجة الثانية فيكون الدواء المركب حارا فى نصف الدرجة الثانية وذلك ما اردنا ان نبين وكذلك القياس فى تركيب الادوية الباردة وصف تركيب الدواء الحار مع البارد فتجمع قوى اوزان درجات العقاقير الحارة وما فيها من القوى الباردة وتحفظ كل واحد على حدة ثم تجمع قوى اوزان درجات العقاقير الباردة وما فيها من القوى الحارة ثم تجمع القوى الحارة مع الحارة والقوى الباردة مع الباردة فان تكافأت القوى الحارة والباردة فالدواء المركب معتدل فى الحر والبرد وان كانت القوى الحارة اكثر علمت ما اسم القوى الباردة منها وعملت على ما تقدم وان كانت القوى الباردة اكثر علمت ما اسم القوى الحارة منها وعملت على ما تقدم واما تركيب الدواء المعتدل مع الدواء المعتدل فعلى ما قلت ان الدواء المركب منهما معتدل وصف تركيب الدواء المعتدل مع الحار تجمع قوى اوزان الادوية المعتدلة الحارة والباردة كل درجة على حدة وتجمع قوى الادوية الحارة وما فيها من القوى الباردة ثم تجمع القوى الحارة مع الحارة والباردة مع الباردة وتسمى القوى الباردة من الحارة وتعمل على ما تقدم مثل ذلك لو خلطنا وزن درهم من ترنجبين مع درهم قاقلة وقد علمت ان الدواء المعتدل فيه من الحار مثل ما فيه من البارد واذا كان ذلك كذلك فنصفه بارد ونصفه حار والذى فيه من الحار على هذا نصف جزء ومن البارد نصف جزء ولو جعلنا الذى فيه من الحار جزءا ومن البارد جزءا وبنينا باقى الدرجات على هذا الترتيب اعنى نسبة الضعف لكان صوابا الا انه لما كانت الدرجة الاولى من الحر والبرد هى اول الاجزاء الظاهرة للحس فان الاحسن ان يكون ما فى المعتدل من الحر والبرد نصف جزء حارا ونصف جزء باردا فتأخذ للدرهم من القاقلة [جزءا حارا ونصف] جزء باردا لما قد بينا [وتأخذ للدرهم من الترنجبين نصف جزء حارا ونصف جزء باردا] فتجمع الاجزاء الحارة من الدوائين فيكون جزءا [ونصف جزء حارا فتجمع ايضا الاجزاء الباردة من الدوائين ويكون ذلك جزءا] باردا فتعلم ما اسم جزء من جزء ونصف جزء وذلك ثلثان فتعلم ان الدواء المركب ثلاثة اجزائه حارة [وجزء اه] باردان فينبغى ان يكون الدواء المركب احر من المعتدل لان حر المعتدل مثل برده وعلمت فصل ما بين المعتدل والدرجة الاولى فى الحر وذلك نصف فتطرحه من الثلثين الباقى سدس فتعلم ما اسمه من فصل ما بين المعتدل والدرجة الاولى فتجد ذلك ثلثين فبهذا الاسم انحط الدرجة الاولى من الحرارة فيكون الدواء من الحرارة فى ثلثين الدرجة الاولى وكذلك القياس فى تركيب الدواء المعتدل مع البارد فانهم عنى ما بينت فى القوى الحارة والباردة لانه كذلك العمل فى القوى الرطبة واليابسة وكذلك ما يأتى فى هذا الكتاب من معنى الحار ومعنى البارد مثل تركيب الدواء العقاقير الاوزان الاجزاء الحارة الاجزاء الباردة الاجزاء اليابسة الاجزاء الرطبة قاقلة درهم جزء نصف جزء جزء نصف جزء زعفران درهمان جزاءان جزء جزءان جزء هليلج درهم نصف جزاء جزء جزء نصف جزء بليلج درهمان جزء جزءان جزءان جزء [ΤΑΒLEAU 2] فتجمع الاجزاء الحارة تكون اربعة ونصفا والاجزاء الباردة تكون اربعة ونصفا واليابسة ستة والرطبة ثلاثة ثم تعلم ما اسم الباردة من الحارة وذلك مثلها واذا كانت مثلها فالدواء معتدل فى الحر والبرد ثم تعلم ما اسم الاجزاء الرطبة من اليابسة وذلك نصفها واذا كان كذلك فالدواء يابس فى الدرجة الاولى معتدل فى الحر والبرد مثل تركيب دواء اخر العقاقير الاوزان الاجزاء الحارة الاجزاء الباردة الاجزاء اليابسة الاجزاء الرطبة مصطكى درهم جزءان نصف جزء جزءان نصف جزء قاقلة درهمان جزءان جزء جزءان جزء [TABLEAU 3] فتجمع الاجزاء الحارة تكون اربعة والباردة جزء ونصف واليابسة اربعة اجزاء والرطبة جزء ونصف ثم تعلم ما اسم الاجزاء الباردة من الحارة وذلك ثلاثة اثمان اقل من نصف الذى هو برد الدرجة الاولى من الحر واكثر من ربع الذى هو برد الدرجة الثانية من الحر فيكون حر هذا الدواء المركب قد زاد على حر الدرجة الاولى لانه اكثر من ضعف برده فتعلم كم زاد برد هذا الدواء على برد الدرجة الثانية وذلك انه تسقط ربعا من ثلاثة اثمان الباقى ثمن فتسميه من ربع الذى هو برد الدرجة الثانية وذلك نصف فمعلوم من هذا انه قد استزاد برد هذا الدواء على الدرجة الثانية نصفا فواجب ان ينحط حرارة الدرجة الثانية مثل نصفها لان مقدار الزيادة من البرد على برد الدرجة بذلك المقدار ينقص من حرها فالدليل على ذلك انه لو زاد برد الدرجة الثانية مثل البرد الذى فيها لانحطت حرارة الدرجة الثانية الى الدرجة الاولى وكذلك باقى الدرجات فقد ظهر ان مقدار الزيادة من البرد على برد الدرجة بذلك المقدار ينحط حرارة تلك الدرجة واذا انحط نصف حرارة الدرجة الثانية وجب ان يكون حره نصف حر الدرجة الثانية وان شئت عملت على ما تقدم فى فصل ما بين الدرجة الاولى والثانية الا ان هذا احصر واظهر للبرهان صورة ذلك العقاقير الاوزان الحر البرد اليبس الرطوبة عنبر درهم جزءان نصف جزء جزءان نصف جزء مصطكى درهمان اربعة اجزاء جزء اربعة اجزاء جزء جلنار درهم نصف جزء جزءان جزءان نصف جزء حرمل درهم اربعة اجزاء نصف جزء اربعة اجزاء نصف جزء املج درهم نصف جزء جزء جزء نصف جزء شونيز درهمان ثمانية اجزاء جزء ثمانية اجزاء جزء فربيون درهم ثمانية اجزاء نصف جزء ثمانية اجزاء نصف جزء حرف درهم ثمانية اجزاء نصف جزء ثمانية اجزاء نصف جزء [TABLEAU 4]
পৃষ্ঠা ৪০
فالاجزاء الباردة من الحارة خمس وخمس هو اقل من [ربع الذى هو مقدار برد الدرجة الثانية واكثر من] برد الدرجة الثالثة الذى هو ثمن وزيادة خمس على ثمن ثلاثة ارباع عشر فتسميها من ثمن يكون ثلاثة اخماس تحط ثلاثة اخماس من الدرجة الثالثة يكون الدواء فى خمسين الدرجة الثالثة من الحر فان عجنته بعسل ماية درهم كان على هذه العدة والرتبة كما ترى صورته العقاقير الاوزان الحر البرد اليبس الرطوبة عنبر درهم جزءان نصف جزء جزءان نصف جزء مصطكى درهمان اربعة اجزاء جزء اربعة اجزاء جزء جلنار درهم نصف جزء جزءان جزءان نصف جزء حرمل درهم اربعة اجزاء نصف جزء اربعة اجزاء نصف جزء املج درهم نصف جزء جزء جزء نصف جزء شونيز درهمان ثمانية اجزاء جزء ثمانية اجزاء جزء فربيون درهم ثمانية اجزاء نصف جزء ثمانية اجزاء نصف جزء حرف درهم ثمانية اجزاء نصف جزء ثمانية اجزاء نصف جزء عسل ماية درهم مايتا جزء خمسون جزءا مايتا جزء خمسون جزءا [TABLEAU 5]
পৃষ্ঠা ৪৩
واما مقاومة الدرجات بعضها لبعض بالاضداد فان الدرجة الرابعة من الحر والبرد يقاومها من اضدادها من الدرجات الدرجة الثالثة مثلان وسبع <.........> [تركيب الدرجة الرابعة مع ضدها من الثالثة للمقاومة] العقاقير اوزان الحر البرد فلفل درهم اجزاء ثمانية نصف جزء جلنار خمسة دراهم جزءان ونصف اجزاء عشرة [ TABLEAU 6] الاجزاء الحارة عشرة ونصف والاجزاء الباردة عشرة ونصف للمقاومة
تركيب الدرجة الرابعة مع ضدها من الاولى للمقاومة العقاقير اوزان الحر البرد فلفل درهم ثمانية اجزاء نصف جزء يزاد اليه بنفسج خمسة عشر درهما اجزاء سبعة ونصف خمسة عشر جزءا [TABLEAU 7] فالاجزاء الحارة خمسة عشر ونصف والباردة خمسة عشر ونصف
تركيب الدرجة الثالثة مع ضدها من الثانية للمقاومة العقاقير الاوزان الحر البرد اسارون درهم اربعة اجزاء نصف جزء لسان الحمل درهم وسدس جزء وسدس اربعة اجزاء وثلثان [TABLEAU 8] الاجزاء الحارة خمسة وسدس والباردة خمسة وسدس
পৃষ্ঠা ৪৫
تركيب الدرجة الثالثة مع ضدها من الاولى للمقاومة العقاقير الاوزان الحر البرد خولنجان درهم اربعة اجزاء نصف جزء هليلج سبعة دراهم ثلاثة اجزاء ونصف سبعة اجزاء [TABLEAU 9] الاجزاء الحارة سبعة ونصف والاجزاء الباردة سبعة ونصف
تركيب الدرجة الثانية مع ضدها من الاولى للمقاومة عقاقير الاوزان الحر البرد عنبر درهم جزءان نصف جزء بليلج ثلاثة دراهم جزء ونصف ثلاثة اجزاء [ TABLEAU 10 ] الاجزاء الحارة ثلاثة ونصف والباردة ثلاثة ونصف
والله هو الباقى والسبح له دائما امين
تم الكتاب والله المهدى الى الصواب
PARATEXT|
পৃষ্ঠা ৪৬
قد نجز الكتاب على يد احقر الاطباء ميخاييل ولد شكرالله زند المارونى فى مدينة حلب وكان الفراغ من كتابته يوم السبت تحريرا فى اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين الاول سنة 1759 مسيحية وعلى الله الاتكال تم من ماله لنفسه قد دخل فى ملك الحقير فى الرؤساء جبراييل مطران كنيسة الموارنة بحلب فى سنة 1787 م
পৃষ্ঠা ৪৭