130

কুতুল কুলুব

قوت القلوب

তদারক

د. عاصم إبراهيم الكيالي

প্রকাশক

دار الكتب العلمية - بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م

প্রকাশনার স্থান

لبنان

فمكروه أن تنظر إليه أو يخطر ببالك، وقد سوّى اللَّه ﷿ بين المستمع والقائل في قوله تعالى: (إنَّكُمْ إذًاِ مِثْلُهُمْ) النساء: ٠٤١ ومثل الصائم مثل التوبة لأن الصبر من أوصافها وإنما كانت التوبة مكفرة لما سلف من السيئات لأجل أنه صبر عما سلف من سئ العادات ثم اعتقد ترك العود إلى مثل ما سلف بصيانة جوراحه التي كانت طرائق المكروهات، كذلك كان الصيام جنة من النار وفضيلة من درجات الأبرار، إذا صبر عليه الصائم فحفظ جوارحه فيه من المآثم فإذا أمرحها في الآثام كان كالتائب المتردد الناقض للميثاق لم تكن توبته نصوحًا ولا كان صوم هذا صالحًا وصحيحًا ألا ترى إلى قول رسول الله ﷺ: الصوم جنة من النار ما لم يخرقها بكذب أو غيبة وأمره في قوله ﵇: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايجهل وان امرؤ شاتمه فليقل: إني صائم، وفي لفظ آخر لايجعل يوم صومه ويوم فطره سواء أي يتحفّظ في صومه لحرمته، وفي خبر: آخر الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته، فحفظ الأمانة من صيانة الجوارح لقول النبي ﷺ لماتلا هذه الآية: (إنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُمْ أنْ تؤَدُّوا الأمانَاتِ إلى أهْلِهَا) النساء: ٥٨ وضع يده على سمعه وبصره قال السمع أمانة والبصر أمانة فذلك مجاز قوله فليقل: إني صائم، أي يذكر الأمانة التي حمل فيؤديها إلى أهلها ومن حفظ الأمانة أن يكتمها فإن أفشاها من غير حاجة فهي خيانة لأن مودعها قد لا يجب أن يظهرها وحقيقة حفظ السرّ نسيانه وضياع السرّ أن يكثر خزانه فحقيقة الصائم أن يكون ناسيًا لصومه لا ينتظر الوقت شغلًا عنه بالمؤقت.

1 / 136