وقال إسماعيل قدري: إني أؤيدك.
وقال حمادة: أحيانا يثبت الآباء أنهم في حاجة إلى تربية جديدة.
فقال له طاهر: أبوك بخلاف أبي، لين العريكة.
فقال حمادة بضيق: احتقارهم يطاردني.
وألحق طاهر بمجلة الفكر، وكانت علاقته برئيفة تنمو وتشتد، بل لعلها لم تعد سرا، فليس في العباسية أسرار، ويوما قال لنا: لا مبرر للتأخير، وعلي أن أفعل ما فعله صادق صفوان.
وهمس صادق: الباشا لم يسترد أنفاسه بعد؟!
فقال استهانة: لا بد مما ليس منه بد.
وتضاربت الأقوال في قشتمر، اقترح حمادة أن يتم الزواج سرا حتى يعرف في وقت مناسب، ونصح إسماعيل بأن يتم الزواج كأمر واقع ثم يبلغه طاهر أباه برسالة تحرر في اجتماعنا، ولكن طاهر قال بحزم: لا .. أريد أن أواجه التحديات بنفسي.
ثم وهو يغرق في الضحك: ولتفعل بنا القوة ما تشاء.
في تلك الأيام المغرقة في الانفعال تلقى إسماعيل قدري الضربة القاضية الأخيرة، قاد مظاهرة في الحرم الجامعي فقبض عليه خارج أسوار الجامعة، وسرعان ما تقرر رفته نهائيا من الجامعة. هوى صديقنا مثيرا فينا عاصفة من الحزن والأسف، موت أبيه غير مجرى حياته وبدد آماله، وها هو الجهاد يقضي على البقية الباقية، إنه وأمه يعيشان على معاش صغير ولا بد من احتواء المصيبة بحل سريع، وتبادلنا الآراء في مجلسنا فقال صادق صفوان: لا بد من وظيفة بالبكالوريا أما المستقبل فبيد الله وحده.
অজানা পৃষ্ঠা