ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

গাজী বিন সালিম আফলাহ d. Unknown
87

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

প্রকাশক

مكتبة دروس الدار

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

প্রকাশনার স্থান

الشارقة - الإمارات

জনগুলি

من دعوة الخليل إبراهيم ﵇ لقومه: وتأملوا كلمة إبراهيم ﵍ لقومه: قال الله -جل وعلا- في سورة العنكبوت: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ ثم قال ﵍: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾ [العنكبوت: ١٦ - ١٧] أيْ هؤلاء الذين تعبدونهم، هذه الأصنام والأوثان هل ترزقكم؟ الجواب: لا. من الذي يرزقكم؟ إنه الله؛ لهذا قال: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧)﴾ [العنكبوت]، فتأملوا كيف استدل بمسألة رزق الله -جل وعلا- على أنه خالقٌ مستحِقٌّ للعبادة. ولهذا فإن هذه الآية في سورة البقرة: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ [البقرة: ٢١]-وكلمة ﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ أي: وحِّدوُا الله -جل وعلا-. ذكر عن ابن عباس ﵁ أنه قال: «كل عبادة في القرآن فهي توحيد» (^١). فإذا قرأت: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [المائدة: ٧٢، و١١٧]، ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)﴾ [الذاريات] فالمقصود بذلك التوحيد؛ لأن: العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة. فلا بد من توحيد الله ﷾، فمعنى قوله: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ أي: وحدوا الله ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)﴾ [البقرة]. وحاصل المعنى: أن إيمانكم بالله -جل وعلا- وبربوبيته مستلزمٌ لأن تؤمنوا بالله، وتوحِّدوه، فلا إله غيره ولا ربَّ سواه. من أدلة الإمام أبي حنيفة العقلية على وجود الله: وقد ذكر ههنا العلامة الرازي ﵀: أنَّ الإمام أبا حنيفة ﵀ كان سيفًا على الدهرية، وكانوا ينتهزون الفرصة ليقتلوه. فبينما هو يومًا في مسجده قاعد، إذ هجم عليه جماعة بسيوف مسلولة وهمُّوا بقتله فقال لهم: أجيبوني عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم. فقالوا له

(^١) ذكره عن ابن عباس ﵁: القرطبي في تفسيره = الجامع لأحكام القرآن» (١٨/ ١٩٣) وقبله أبو منصور الماتريدي في تفسيره = تأويلات أهل السنة (١/ ٣٦٣) وأبو الليث السمرقندي في تفسيره بحر العلوم (١/ ٣٠١) وهو مسند -بمعناه- في تفسير الطبري جامع البيان ط هجر (١/ ٣٨٥).

1 / 93