188

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

প্রকাশক

مكتبة دروس الدار

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

প্রকাশনার স্থান

الشارقة - الإمارات

জনগুলি

ﷺ ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا (^١). وهذا يعلى بن أمية ﵁ رأى النبي ﷺ وهو ينزل عليه الوحي فإذا رسول ﷺ محمَّرُ الوجهِ وهو يَغِطُّ ثم سُرِّيَ عنه (^٢). هذه مقامات الوحي التي كانت تنزل على الأنبياء ﵈ وكيف يوحى إليهم، فنؤمن بذلك كما جاء في الكتاب والسنة. الأنبياء بشر فضَّلهم الله واختارهم: ومن مسائل الإيمان بالرسل أن نؤمن بأن الرسل الذين بعثهم الله -جل وعلا- كانوا من البشر كما ذكر الله -جل وعلا- في كتابه فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الكهف: ١١٠، فصلت: ٥] أمر الله نبيه ﷺ أن يخبر الناس بأنه بشر، وقال تعالى: ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [إبراهيم: ١١] معنى أنهم من البشر: ومعنى ذلك أنهم يفعلون ما يفعله البشر من الأمور الجِبِلِّيَّة، فمقتضى كون الرسل بشرًا أنهم يتَّصفون بالصفات التي لا تنفكُّ عنها البشرية فهم: يأكلون، ويشربون، وينامون، ويتزوجون، ويُولَد لهم: كما قال ربنا -جل وعلا-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (٨)﴾ [الأنبياء] وقال -جل وعلا-: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد: ٣٨] المرض والموت: ويمرضون ويموتون: كما قال ﷾ في قصة إبراهيم خليله ﵍: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١)﴾ [الشعراء]. فهذه أعراض بشرية يصاب بها الناس، ومنهم الأنبياء ﵈.

(^١) تقدم قريبا (^٢) صحيح البخاري (١٥٣٦، ٤٣٢٩)، وصحيح مسلم (١١٨٠).

2 / 39