============================================================
كان الفقيه ابن الملون يعنى بأسباب الوثائق، وكان حسن الفطنة فيها ، لطيف الحيلة فى أبوابها، وششع عليه أرباب الفجور والتدليس فيما يعقد منها، فطلبه سليمان بن آآسود، فخافه ابن ملون على نفسه ، فتوارى عنه، وقصد الوزير محمد بن جهور، فكنفه وآواه.
قال : ثم أرسل الوزير محمد بن جهور أخاه إلى القاضى يساله فيسه، ويذكر له ما انعقد بينه وبين ابن الملون من الأذمة (1) الموجبة للطلب إلى القاضى ، فكان جواب القاضى آن قال : لابد من تنفيذ الحق عليه فيما بلغتى عنه ، وقد بلغنى آنه فى دار الوزير مختف منسى، ولم يصح ذلك عندى، فتى صح آرسلت من يدخل داره ويخرجه منها .
قال : فشغل بنفسه ، وكان لا يطمئن آن يدعه في داره حتى ينقل عنها إلى بعض مواضعه الخارجة عن الدار.
قال محمد : قال لى ابن عمر بن عبد العزيز : أخبرنى شيخ من أهل إشبيلية ، يسمى ، هاشم بن رزين، قال : كنت يوما فى موكب (2) محمد بن موسى الوزير ، وهو يومثذ أعظم وزراء الأمير محمد وأقربهم محلا مته ، فلا حاذى الجامع خرج اليه ابن عمه زوج ابلته ، فقال له : القاضى جالس فى المسجد، وهذا طابعه ، وهو يأمرك بالنزول إليه، فقال : سمعا وطاعة ، وثنى رجله ونزل، فليا توسط باب المسجد بدر إليه من حضر من القومة(3) ، فقال لهم : تفقدو الى أحد الخصوم ، واستقبل القبلة فركع ركعتين، فلا سلسم وجد (1) الأذمة : جمع ذمام، وهو العهد (2) الأصول : "فى مركب * تحريف (2) القومة : هم الذين يقومون بتنفيذ أمر السلطان، ولعلها جمع قسائم
পৃষ্ঠা ১৬৪