============================================================
يقضى بين الناس، إذ آتاه رجل ضعيف، عليه آطمار، فشكا إليه بعض عمال الأمير محمد - رحمه الله - وكان ذلك العامل عظيم الشأن والقدر، مرشحا فى وقته للبدينة ، ثم صر إثر ذلك إلى ولاية المدينة، فقال له: باقاضى المسلمين ، إن فلاتا غصبنى دارا، فقال له عمرو بن عبد الله القاضى : خذ فيه طابعا (2) ، فقال له الرجل الضعيف : مثلى يسير إلى مثله بطابع، لست آمنه على نفسى، فقال له القاضى : خذ فيه طابعا كماآمرك، فأخذ الرجل طابعه، ثم توجه إليه به.
قال وليد: فقلت فى نفسى : لاقعدن حتى أعلم كيف تسكون صلابته فى آمره ، فلم تكن إلا ساعة إذ رجع الرجل الضعيف، فقال له : ياقاضى.
انى عرضت عليه الطابع عن بعد ثم هربت إليك، فقال له عرو: اجلس، سيقبل قال وليد بن إبراهيم : فلم أنشب أن أتى الرجل فى ركب عظيم، وبين يديه الفرسان والرجالة، فتشى رجله ونزل ، ثم دخل المسجد، فسلم على القاضى وعلى جميع جلسائه، ثم تمادى كما هو، وأسند ظهره إلى حائط المسجد، فقال له القاضى عمرو بن عبد الله :قم هاهنا فاجلس بين يدى مع خصمك، فقال له: أصلح الله القاضى، إنما هو مسجد، والمجالس فيه واحدة، لا فضل لبعضها على بعض، فقال له عمرو: قم هاهنا كما أمرتك واجلس بين يدى مع خصمك، فلما رأى عزم القاضى فى ذلك قام فجلس بين يديه ، وأشار القاضى إلى الرجل الضعيف أن يقعد مع صاحبه بين يديه، فقال عمرو للرجل الضعيف : ما تقول؟ فقال: أقول: غصبنى دارا لى . فقال القاضى للدعى عليه : ماتقول؟ فقال : (1) طابع : كتاب مختوم بخاتم القاضى
পৃষ্ঠা ১৫২