117

ট্রয়ের গল্প

قصة طروادة

জনগুলি

وكانت هيكوبا إلى جانبه ... هكيوبا مليكة إليوم ... هكيوبا الأم ... التي فجعها أخيل في عدد من أعز أبنائها، ويحاول اليوم أن يفجعها في هكتور، ابنها البكر، وتاج الأمومة الوضاح الذي تفخر به كل أم وتدل به كل والدة!

وقالت الأم الباكية تخاطب هكتور: «هلم يا ولدي؛ فإنك وحدك لا تستطيع أن تكبح جماح هذا البحر الزاخر من الجند، بل لو أن معك ألفا من شجعان طروادة ما وسعهم أن يردوا عادية هؤلاء الميرميدون المقنعين في حديدهم المدلين بعديدهم.

هلم يا هكتور واستبق شبابك وعنفوانك لأمك المحزونة التي لم يبق لها من ولد غيرك، ولا عز إلا في جوارك ولا حمى إلا في كنفك، ولا مجن يرد عنها عوادي الأيام إلا في ظلك، ولا فخر لها بين النساء إلا فخرك، وما تمد الآلهة في أيدك وتشد به أزرك ...

هلم يا بني فقد أزعجتني الرؤى وروعتني الأحلام، وجثمت فوق صدري أشباح هذه الساحة التي تفتأ تلبس الحداد وتخلعه وتغري بالنصر ثم تنزعه، وإن سرت بطلا بفوز تنكص فتفجعه، فتقد أضلعه وتمزج بدمه أدمعه ...»

وكانت الملكة - كما كان الملك - تمزج توسلاتها إلى ولدها بأغلى الدموع وأحر الآهات؛ بيد أن هكتور ظل مسمرا مكانه كالحية الرقطاء التي تتحوى وتتكوم في انتظار عابر تنقض عليه؛ وكان يمني نفسه أن يأخذ أخيل على غرة، فيريح طروادة منه، ويضفر لنفسه بنفسه إكليلا من المجد لم يزن مفرق بطل من قبل.

وكانت توسلات أبويه تتناثر حول أذنيه ولا يصغي لها قلبه، بل هو قد ظل يحلم في يقظته أحلاما معسولة كانت تطن في خلده هكذا: «ضلة لي إذا ثنيت عناني إلى المدينة ألوذ بها من أخيل، فأرسف أبد الدهر في حضيض العار، وأطأطئ حياء كلما رأيت طرواديا يهمس في أذن أخيه: إن هذا هكتور الذي ولى دبره ونكص على عقبيه ولم يجرؤ أن يلقى أخيل بمفرده في الميدان، وأين أذهب من غادات إليوم وحرائرها إذا أنا وليت الأدبار، وهاهن مشرفات على الساحة يرين ماذا يكون من أمري مع ابن بليوس الذي تفزع الآلهة من ضرباته، وتمور الأرض تحت عجلاته، وتنعقد عجاجة الوغى فوق رأسه، في حين يبرز منها كالكوكب الدري! حاشاي أن أعود أجرر أذيال الخيبة؛ فإما أن ألقاه فأريح الدنيا قاطبة من شره، وإما أن يريحني هو من هذا الهم المقيم فأقضي في سبيل بلادي ومن أجل مملكتي.

ثم فيم صراخ أبي وعويل أمي؟ أيرجوان أن أدخل إلى المدينة فأكون بنجوة من الموت الشريف فوق أديم الميدان ساعة ثم يفتحها أخيل علي، فيذبحني كما يذبح شاة لا حول لها ولا طول، أو يضع الأغلال في عنقي ويجرني في شوارع «إليوم» كما تكون أذن الجارية في يد النخاس بسوق الرقيق؟!» «حاشا ... بل خير لي ألف مرة أن أخوض خبار المعمعة ما دام لن يضيرني إلا ما حتمت المقادير علي.»

وما كاد يفيق من أحلامه حتى كان أخيل أمامه وجها لوجه وعلى كتفه الرحب الهرقلي رمحه الظامئ العتيد، وفوق صدره العريض الممرد سوابغ دروعه التي سردها الإله الحداد فلكان، تنعكس عليها آلاف وآلاف من آراد الشمس فتبهر الأبصار وتخلع الأفئدة وتذيب في الجوارح كهرباء الرعب وتشعل في الرءوس ضرام المشيب!

وزاغ بصر هكتور واضطربت مفاصله ونخب قلبه واستطير لبه وأحس كأن جبلا ينحط على روحه فلا يكاد يفلتها، وذاب الثلج في عروقه فجمدت من الروع والفزع وهزته قشعريرة طفقت تعصف بكيانه الضخم وتلعب بفؤاده الوني.

ثم بدا له أن يلهب جياده فتفر به من وجه أخيل، ولكن إلى أين؟ إنه حيثما تولى فثم وجه أخيل! إن أخيل غدا آلافا لا حصر لها من الأشباح المفزعة تملأ الساحة وتكظ الهواء وتأخذ على الطرواديين أنفاسهم!

অজানা পৃষ্ঠা