15
على أن الشعوب الأجنبية التي تأثرت بأساليب الفكر البابلية. لم تبق طوال أزمانها في حالة استعباد عقلي؛ فإن الفكر الإنساني قد تنبه بانتحال المذاهب الدينية أكثر مما استعبد وخضع وصد تياره؛ لهذا ترى أن الفكرات المتعلقة بأسرار الحياة والموت قد تطورت تطورات كبيرة، وعلى الأخص في البقاع التي لم تتمكن فيها سلطة الكهنوت البابلي، من حيث المراسم التعبدية والقيود الدينية في شل حركة الفكر. وعلى هذا نجد الحال تماما إذا نحن رجعنا إلى التصورات المتباينة المتناقضة التي تنسب عادة إلى بطارقة «الفيدا» وصور الميثولوجيا السوميرانية. فإن «أوت-نابشتيم» نوح البابلي وغلغامش الشبيه بالآلهة في الميثولوجيا البابلية يقابلهما في الميثولوجيا «الفيدية» إله الموتى المسمى «ياما»
Yama .
والمعتقد أن ياما كان «الرجل الأول»، وهو مثل «غلغامش» خرج في سياحة طويلة مجتازا الجبال والوديان والبحار ليستكشف «الفردوس»، وتذكر التراتيل الفيدية أنه مستكشف «السبيل» أو «الطريق» الموصل إلى أرض «البتريس»
؛ أي الآباء، وهي الجنة التي يجتاز موتى الهنود الذين الذين لم يحرقوا الطريق إليها مشيا على الأقدام. وإنك لتجد أن الإله «ياما» لم يفقد على طول الأزمان صفاته وخصائصه الأصلية؛ فهو في الأشعار الحماسية والملاحم الهندية الكبيرة كما هو في أسفار «الفيدا» سائح سرمدي على طول الزمان.
16
وكان «ياما» وأخته «يامي»
Yami
في أساطير الهند الزوج الأول من بني الإنسان، وهما مماثلان من هذه الناحية للتوأمين السماويين في بلاد فارس «ييما»
Yima ، «وييمه»
অজানা পৃষ্ঠা