فلما سمعت الخنساء شعره أجابته على شعره بقولها:
كذبت يا نسل بني اللثام
يا كلب يا ملعون يا حرامي
قال البكري: فلما سمع المقداد قولهم ونظامهم على أن لهم مثلا يضرب الأزمان.
قال المقداد: فأخفيت نفسي عنهم تحت ظل الجبل، وصرت أنظرهم بحيث لا ينظرونني، ثم إن الولهان لم يزل سائرا حتى أشرف على الوادي المتقدم ذكره، فنادى عبده، وكان اسمه جاحد فأجابه بالتلبية: لبيك لبيك. ائتني بفراش من الأديم، ففرش له فراشا كما أراد. فقال له: أحضر ما عندك من الطعام، فأتاه العبد بلحم مشوي وظرف من الخمر، فلم يزل يأكل من ذلك اللحم ويشرب من ذلك الخمر حتى اكتفى، فدار السكر في رأسه وأزبد وأرعد، وقام يهدر كالجمل الهائج، ثم إنه وقع على وجهه وبعد مدة أفاق من سكرته وفتح عينيه كأنهما مشعلان، ثم نادى عبده فأجابه: لبيك. فقال: يا جاحد خذ هذا الحبل وائتني بحطب من الجبل حتى أحرق قيسا والخنساء. فأخذ جاحد الحبل ومضى عن الولهان فأنشد يقول شعرا:
فوالله إني قد رمت قتله
وكسرت العظيم والجلد أهبر
وأرحتك يا خنساء من كيد شره
وناهيك بالإقبال والنهي والأمر
وبي لأرجو من إلهي وخالقي
অজানা পৃষ্ঠা