كان بيتر ماجون طويلا ضامرا طويل الرقبة كالنعامة، وحزمة من البوص تلف خصره، وكان يعمل عاري القدمين مرفوع السراويل إلى ركبتيه، وبذلك يكشف عن ندبة كبيرة في ساقه اليمنى التي كانت قذيفة قنبلة قد أطاحت بسمانتها أثناء الحرب؛ مما أعطى ساقه شكل قطعة الخشب المنخوبة.
وإلى جواره كانت تعمل أنا وبطنها المستديرة تكاد تمس ذقنها، وكانت تجد مشقة في أن تتحرك، ومشيتها تشبه مشية البطة المسمنة أكثر مما ينبغي، فهي تسير منفرجة الساقين، وترسل من وقت إلى آخر أنات خافتة.
وكانت بلا حذاء هي أيضا، ويداها كبيرتان يعلوهما القشف، وكانت تمسك بيدها اليسرى في عناية بحزمة من القمح، وباليمنى تقطع السيقان في بطء لكي تتجنب الهزات.
وكانت تلبس على رأسها منديلا أصفر عقدت أطرافه على فمها لكي لا يضايقها التراب الذي يتصاعد من القش عندما تحركه، ومن الأرض الجافة ومن وقت إلى آخر، كانت تذهب لتتمدد فوق القش كحيوان أنهكه التعب، وعندئذ كانت الدموع تتصاعد إلى عينيها، وبطنها تتخذ شكل تل مشوه.
وألقى بيتر ماجون نظرة قلقة على امرأته فرآها منبعجة بشكل مخيف، وعندما كانت تنحني كان يلوح أن أنفها ووجهها كله يدخل في بطنها، وبعد كل حزمة تقطعها من القمح كانت تمسح عينيها بطرف منديلها، فتلوح لبيتر وكأنها تبكي.
فسألها: «ماذا يا أنا؟ هل تبكين؟»
لا جواب. - قولي ... هل تبكين؟
وأسندت أنا يديها فوق ركبتيها، ثم مرت بهما - في مشقة - فوق فخذيها وعجزها، وكل من هذه الحركات تزيد بطنها انتفاخا، وخلعت المنديل الذي يغطي فمها لكي تربطه على قمة رأسها.
وأجابت - وهي تنفخ: «أبكي؟ ... لماذا؟!» - لقد اعتقدت أنك تبكين. - لا ... ولكني أشعر فقط أنني ثقيلة جدا، ولا أدري لماذا أحس أنني ثقيلة اليوم وكأنني في أول حمل لي.
واقترب ثور ميزاندرو لوكيا وهو موثق القدمين، قافزا من حافة الحقل، وهو يرسل نحوهما نظرات خبيثة، ويستعد للدخول في القمح.
অজানা পৃষ্ঠা