سألته مشدوها: «وماذا سيحدث بعدها؟» - «لا شيء، ينتهي البرنامج وتعود للمكان الذي كنته قبل ميلادك.»
أحسست، فجأة، بشيء قوي يجذبني لأسفل وكأن هناك تفريغ للهواء في المكان، وأتلفت حولي مذعورا وأنا أحاول التمسك بشيء ما وسط الظلام الحالك، ثم أنتبه مجددا أن جسدي غير موجود وأنه رد فعل غريزي.
ضوء أخضر غريب يشبه ضوء الشفق القطبي يتراقص في الأفق ويخف له الظلام الخانق من حولي تدريجيا، ومعه تبهت الحروف المتساقطة حولي كالشلال في طريقها للاختفاء.
صوت زمجرة الكلب في الخلفية يزداد وضوحا، ورأيت الحروف المتقطعة ورقمي الصفر والواحد على سطح الشاشة الغريبة تختفي دفعة واحدة، ثم تظهر العلامة المتقطعة تومض لبداية سطر جديد.
سألت مصدر الصوت فزعا: «ماذا يحدث الآن؟»
رد الصوت بلهجته المحايدة المحببة: «ستنسى كل شيء وتبدأ من جديد.»
والآن، هل فعلت خيرا في حياتك السابقة؟!
7
كعادته دوما، كان «أرئيل» الشاب يعبر مقابر «عيزر فايتسمان» ليلا.
المقابر مظلمة إلا من ضوء شحيح لعمود إنارة واهن في الشارع المقابل، يتلمس به طريقه، وقد اعتاد أن يشق طريقه عبر المقابر، ليختصر طريق العودة إلى الشارع الرئيسي حتى يستطيع أن يلحق برحلة الحافلة الأخيرة. «أرئيل» يعمل في إحدى مصانع المنطقة الصناعية التي تقع خلف المقابر، اليوم تحديدا تأخر في إنهاء مناوبته الليلية، بسبب تأخر زميله في الوردية، لذلك فهو يمشي بسرعة وعصبية حتى تعثر عدة مرات وكاد أن ينكفئ على وجهه، يدعو الله أن لا يكون قد تأخر جدا وفاتته الرحلة الأخيرة، وإلا فهو هالك لا محالة، لا يملك مالا للتاكسي، ولا طاقة ليمشي كل هذه الكيلومترات.
অজানা পৃষ্ঠা