খুবই নীরস গল্প

মুহান্নাদ রাহমা d. 1450 AH
124

খুবই নীরস গল্প

قصص مملة جدا

জনগুলি

أنظر له في ذهول، أنت حكيم يا سيدي الطائر .

ما الحقيقة؟ تسألني؟

الحقيقة هي أكذوبة أخرى، مجرد لفظ نطلقه على عواهنة دون أدنى فهم حقيقي لجوهره، لا يوجد ما يسمى بالحقيقة، حتى اللفظ في إطلاقه استفزاز!

هي وجهات نظر فقط، لا أكثر.

الحقيقة المطلقة رديفة اليقين والإيمان، كلاهما عبث واحتيال، هي مصطلحات وهمية ومضللة في واقعها تصف حالة كسل العقل عن الاستنباط والإدراك، حتى لا يرتد فيتشكك ويهدم ما نعتبره أسسا في وعينا لا تقبل التأويل، كل الأفكار القوية التي تعمل كأساس معرفي في تكويننا ذاته، هي أفكار قابلة للشك والدحض، وحتى أشدها أصالة وموثوقية.

الحقيقة كالعاهرات اللواتي عبرن على سريري عشرات المرات وتباعدت أفخاذهن في الهواء لأبحث عن نفسي بينها، لا يوجد أصدق من العاهرة؛ إذ لا تبيعك الوهم ولا تطلب منك سوى مقابلا لما تعطي، فقط، لا أكثر ولا أقل، لا توجد حقيقة مطلقة، كما لا توجد عاهرة مطلقا، هي عاهرتك، وأم شخص آخر، وزوجة ثالث، وابنة رابع، كل يراها بحسب زاويته، كذا الحقيقة، وجهة نظر!

الحقيقة بحسب منظورك لا تعني بالضرورة حقيقتي، طالما حملت منظورا مختلفا عنك، وحتى أكثر الأشياء ترسخا في يقينك، كوجودك ذاته، ليس حقيقة مطلقة.

لهذا يا سيدي الطائر لا أؤمن بالتاريخ، هو وجهة نظر أحادية للمنتصرين والمدونين بامتداد الزمن، كلهم كاذبون، كلهم منافقون مدعون، مجرمون وقتلة، تلاشوا وتركوا لنا منظورهم الخاص بالواقع والأشياء، منظورهم المزاجي المشوه، باعونا وهما نتلوه في مدارس نشئنا ونلقنه لهم غيبا، لنمسخهم هم كذلك، ونزج بالمزيد من الأغنام إلى الحظيرة، صدقناه على أنه الحق، كل الحق، ولا شيء إلا الحق.

لكن دعني أؤكد لك مجددا، كل شيء نسبي بحسب الزاوية التي تمعن عبرها النظر، وأرشيفك القديم المخزن في تلافيف مخك، وأفكارك المسبقة، وعقدك النفسية، وسواد دواخلك المكبوت عميقا، واتساع آفاق فكرك وثقافتك، كل هذا يتضافر ليصنع منظورك الخاص للحقيقة والأشياء.

وكما قال «لالاند» من قبل، عن الحقيقة، أنها خاصية ما هو حق، وهي القضية الصادقة، وما يمكن البرهنة عليه، وشهادة الشاهد الذي يحكي ما فعله أو رآه، والشيء الأصيل في مقابل المزيف.

অজানা পৃষ্ঠা