পশ্চিমের বিখ্যাত লেখকদের কিছু গল্প
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
জনগুলি
وتمشت ببطء في الغرف التي تكون منزلها المؤقت، الذي نعمت فيه بالحياة هنيهة من الزمن، وقد خالجها أسف وحزن وخوف لمبارحتها إياه؛ فهي تريد أن تمتع فيه إلى الأبد؛ ففيه ترى ضوء الشمس وتشعر بحرارتها وترى الأزهار، أما في نيويورك فماذا ترى سوى الجليد والجو الممطر؟
وقد مكثت إلى منتصف الليل على أمل أن يغير رالف رأيه، ولما لم يفعل أمرت وصيفتها أن تعد الحقائب وعزمت على أن تبرح المنزل في الصباح التالي. •••
وفي نيويورك لم تجد ترحيبا من أحد، وحدث ما كانت تخشى؛ إذ حلت فتاة أخرى محلها في المسرح الذي كانت تشتغل فيه، ولم تكن لمديره رغبة في مساعدتها؛ لأنها كانت قد تركته فجأة في أحرج الأوقات، فكانت تعاني فوق ذلك هزء الفتيات بها ونكاتهن عليها، وكلمات الشفقة والرثاء المعسولة.
فابتعدت عنهن، ولم تجهد نفسها للحصول على عمل، وحتى لما نفد المال من يدها لم تشتغل، فقد كانت رغبتها في اكتشاف مقر المرأة التي سلبت منها رالف كنج تفوق بكثير رغبتها في الحصول على أي عمل، كانت تعرف عنوانه في نيويورك، ولكنها استبعدت هذا الخاطر من فكرها؛ فإنه رغم ما كان معروفا عن سوء سلوك رالف، فقد كان له مركز ممتاز في البيئات الشريفة العالية المنزلة، وذلك بالنسبة لماله ولاسم أسرته القديمة، ولهذا استبعدت جنيس أن يأخذ أي امرأة - حتى تلك التي كان حبها يملك عليه مشاعره - إلى منزله بنيويورك.
وفي يوم من الأيام قالت لها «فون برادلي» - وهي فتاة كانت تعيش معها في غرفة واحدة اقتصادا للنفقات: «يجب أن تعترفي أن رالف كنج الذي رحلت معه مرة شاب جسور، فلا بد أن تكون معه الآن امرأة جديدة، فمن مدة طويلة مضت كنت أرى فيها دائما الستائر مسدلة على نوافذ المنزل، ولكن البارحة فقط لاحظت أن الستائر قد رفعت، وأن نافذة قد فتحت، واليوم وأنا مارة في الطريق رأيت امرأة - امرأة بارعة الجمال - تطل من الشباك ...»
هزت جنيس كتفيها، وتظاهرت أن الأمر لا يهمها، وأنه سواء لديها، ولكن الحق أن نار الحقد بدأت تحترق بين ضلوعها، وقر قرارها النهائي على أن تذهب في اليوم التالي وترى هذه المرأة الفائزة، وتضربها وتهددها لتترك رالف إلى الأبد، والحق أنه كان شعور شر ووحشية يقع ضرره على جنيس نفسها.
غير أنه - بعد كل هذا - لم تتحقق خططها التي دبرتها، وكانت زيارتها لمنزل رالف كنج سببا في التأثير عليها ووجومها عن الانتقام، وسبب ما رأته هناك جمود عاطفة الأثرة في نفسها وتلطيف حدتها.
حدث أن مدخل البيت كان مفتوحا، وكان الخادم منهمكا في عمله، تقدمت جنيس - وهي متحلية بملابسها الجديدة - وقرعت الجرس.
وفي هذه اللحظة شعرت بازدياد ضربات قلبها، وأخيرا لما فتح الباب دخلت كأنها سيدة آمرة، وسارت إلى منتصف القاعة.
وهناك وقفت وقد ارتسمت على فمها آيات التعجب؛ فإن ما رأته لم يكن يخطر على بالها من قبل أن تراه، ولم تكن تتوقعه بالمرة؛ ففي الغرفة التي امتلأت بضوء الشمس، وقفت امرأة أكبر سنا منها بقليل وأكثر مهابة، رفعت المرأة بصرها، وكانت منهمكة في إصلاح رداء، ونظرت إلى جنيس.
অজানা পৃষ্ঠা