فرد الرجل: ليس لأمه ابن غيره، أليس صحيحا؟
فقالت السيدة ذات الثوب الأبيض: نعم، إنه صحيح، ولكن ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟
فقال الرجل: ذلك لأن عليه هيئة ولد مدلل جدا، فهو فضولي ومحب لاستطلاع كل شيء.
وفي هذه اللحظة فتح عينيه كما تفتح البوابات لتسمح العربات بالمرور، وكان ذلك لإجادة النظر، ولا أريد أن أمدح نفسي، ولكنني فهمت بكل جلاء بعد المحادثة أن لذات الثوب الأبيض زوجا له مركز سام في قارة بعيدة، وأن الزائر كان يحمل خطابا من هذا الزوج، وأنهما شكرتاه على خدمته، وأنهما هنأتاه على تعيينه سكرتيرا أول. ولم يرضني كل ذلك؛ ولذلك رفضت حين مغادرتي المنزل أن أقبل ذات الثوب الأبيض عقابا لها.
وفي ذلك اليوم سألت والدي وقت الغذاء عما يكون السكرتير، ولم يرد علي والدي، وأخبرتني والدتي أن السكرتير عبارة عن قطعة من الأثاث ينظمون فيها الورق، ولكن هل أوافق على ذلك؟ وأناموني فأخذت الأشباح
4
ذات العين التي تتوسط الخد تمر حول فراشي وهي تعبث عبثا لم تعبثه قبل ذلك.
وإنكم لتخطئون، أي قرائي، إذا ظننتم أنني في الغد فكرت في الرجل الذي وجدته عند ذات الثوب الأبيض في اليوم السابق؛ إذ كنت نسيته من كل قلبي - وكان هو المسئول عن كونه محي عن ذاكرتي إلى الأبد - ولكن بلغت قحته أن يعود ثانية إلى صديقتي بعد عشرة أو عشرين يوما - لست أعرف - من زيارتي الأولى، وأميل اليوم إلى الاعتقاد أنها عشرة أيام. لقد كان مستغربا حقا من هذا السيد أن يحتل مكاني، وفي هذه المرة امتحنته فوجدت أن ليس به شيء حسن.
كان شعره لامعا جدا، أسود الشاربين والعارضين،
5
অজানা পৃষ্ঠা