وقد ذيل ابن طاهر المقدسي على الكامل لابن عدي، بكتاب لم أره، وصنف أبو الفرج بن الجوزي كتابا كبيرا في ذلك، كنت اختصرته أولا، ثم ذيلت عليه ذيلا بعد ذيل.
والساعة فقد استخرت الله عزوجل في عمل هذا المصنف ورتبته على حروف المعجم حتى في الآباء ليقرب تناوله ورمزت على اسم الرجل من أخرج له في كتابه من الأئمة الستة البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة برموزهم السائرة، فإن اجتمعوا على اخراج رجل فالرمز «ع» وان اتفق عليه أرباب السنن الأربعة فالرمز «عو».
وفيه من تكلم فيه مع ثقته وجلالته بأدنى لين، وأقل تجريح، فلولا أن ابن عدي أو غيره من مؤلفي كتب الجرح والتعديل ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته لثقته، ولم أر من الرأي أن أحذف اسم أحد ممن له ذكر بتليين ما في كتب الأئمة المذكورين، خوفا من أن يتعقب علي، لا أني ذكرته لضعف فيه عندي، إلا ما كان في كتاب البخاري وابن عدي وغيرهما، من الصحابة، فاني أسقطهم لجلالة الصحابة، ولا أذكرهم في هذا المصنف; فإن الضعف إنما جاء من جهة الرواة إليهم، وكذا لا أذكر في كتابي من الأئمة المتبوعين في الفروع أحدا لجلالتهم في الاسلام وعظمتهم في النفوس; فإن ذكرت أحدا منهم فأذكره على الإنصاف وما يضره ذلك عند الله ولا عند الناس» (1).
পৃষ্ঠা ৪৪