والسبب الذي جعل صاحب (البحر) يورد روايتين للإمام الهادي هو مقارنته لما جاء بين رواية (الأحكام) وما جاء في (الانتصار)؛ فقد نص الإمام ابن حمزة على أن صفة التعوذ عند الإمام الهادي هي: " أعوذ بالله السميع العليم"؛ فقال: "الاختيار الثالث: محكي عن الإمام الهادي وهو قوله:أعوذ بالله السميع العليم. والحجة على هذا: قوله تعالى: ?فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم?(1) ؛ فخص هذه العوذة بقوله: "السميع العليم". ولم يذكر فيها الشيطان الرجيم"(2).
وبالتالي فقد خرج الإمام ابن المرتضى بقولين؛ شكك في أحدهما، وكأنه يوحي بأنه لا خلاف في هذه المسألة، والله أعلم.
المطلب الثالث صفة التشهد الأوسط
جاء عن الإمام ابن حمزة في (الانتصار) أن هناك روايتين مختلفتين لصفة التشهد الأوسط بين (الأحكام) و(المنتخب)؛ إذ جاء: "الاختيار الثاني: ما ذكره الهادي في (الأحكام) يقول فيه: "بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"... الاختيار الثالث: ذكره في (المنتخب) قال: "التحيات لله والصلوات والطيبات أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد""(3).
وعلى ما ذكرناه آنفا في (الانتصار) فللإمام الهادي روايتان في شأن صفة التشهد الأوسط، وهما:
পৃষ্ঠা ৩২