============================================================
ألايتهاون فيها مثقال ذرة، إلا أن لها قيمتها الخاصة فى صدد "كتاب قوانين الدواوين" نظرا لاحتمال وقوع الاختلاف فى الرأى بين القارئ والناشر على الآخذ بقراءة كلمة أو عبارة، فإما أن يأخذ القارئ بما أقره الناشر فى صلب المتن، أويرجع إلى الاختلافات والمقارنات الكثيرة التى أثبتناها برمتها من بقية المخطوطات فى الهوامش، فينتخب من بينها ما يستسيغه هو، أو ما يقوده إليه بحثه الشخصى.
وتسهيلا للوصول إلى هذه الغاية أرجعنا كل اختلاف من الاختلافات إلى أصله الخطى باثبات مكانه من الورقة والصفحة والسطر حتى يستطيع المنقب أن يراجع أى كلمة فى أى أصل شاء دون كبير مشقة .
ومهما يكن من شىء قإن رائدنا فى العمل هو محاولة إظهار هذا الكتاب كما دؤنه مؤلفه ، لا كما يريد بعضهم من إدخال أى إصلاح أو تنميق حديث مصطنع على نصه؛ فاحتفظنا بكل ما فيه من الفاظ واصطلاحات وعبارات قد تبدو غريبة، وتركنا أخطاءه اللغوية والنخوية والإملائية - عدا ما لا يمكن التهاون فيه وأسلوبه الأرى ذون تغيير، وهذا قد يعده البعض تقصيرا من الناشر، إلا أننا رأينا العمل على تلك القاعدة واجبا لا مفر منه تقضى به الأمانة الأدبية.
والآن تنتقل إلى حياة المؤلف . وأول شىء يدهش الباحث فى أمرها هو خلو أغلب كتب التاريخ الأدبى من الكلام فيها ، والعلم بها ، حتى إن دائرة المعارف الإسلامية المنشورة بمدينة ليدن نفسها وهى أعظم الموسوعات فى تاريخ الدراسات الإسلامية لم تحو شيئا عن ابن مماتى ؛ لهذا السبب توجهنا إلى التنقيب فى المراجع القديمة من كتب الطبقات ، ووفقنا فى النهاية إلى العثور على شذرات لها قيمتها عن حياته فى "وفيات الأعيان" لابن خلكان
পৃষ্ঠা ২৮