============================================================
"كتاب قوانين الدواوين" للأسعد بن مماتى، أحدوزراء الدولة الأيو بية البارزين، يمكن اعتباره بحق من الكتب الفريدة فى بابها ، العظيمة فى قيمتها ، فهويصف لنا حالة البلاد المصرية خلال القرن السادس الهجرى أو الثانى عشر الميلادى على وجه التقريب.
و إذا نظرتا فى محتويات هذا الكتاب الثين ، ظهرت لنا الثروة العلمية التى جمعها المؤلف ، والتراث التاريخى والجغرافى والزراعى الذى انطوى عليه ، هذا إلى جانب المسائل الأخرى الكثيرة التى تعرض لها الكاتب ، والتى تجلو لنا الكثير مما غمض فى صدد عصر من العصور الزاهية فى تاريخ مصر الإسلامية وحضارتها ولما كان هذا الكتاب يعالج موضوعات عدة ، متباينة فى طبيعتها ، كان لزاما علينا فى هذه المقدمة أن نشيد بذكر الأهم منها ، وأن نضعه فى المرتبة الأولى ونوجه نظر القارئ إليه ، حتى يهتدى بذلك إلى تقدير ما جاء بين دفتيه.
أما الموضوعات الأساسية التى تعرض المؤلف لها فى هذا السفر الجليل، فيمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية نلخصها فيما يآى : أولا- ما يتعلق من بينها بجغرافية القطر المضرى فى العهد الأيوبى، حيث تكلم بن مماتى بصفة عامة عن مصر ونهر النيل فى "الباب الثانى " ، ثم انتقل بعدئذ فى "الباب الثالث) على حد قوله - إلى "ذكر أعمالها، وتفاصيل نواحيها، وتحقيق أسماء ضياعها، وكفورها، وجزايرها، ومناها، وكل ما يقع عليه
পৃষ্ঠা ২৩