============================================================
بالنقد والإصلاح، نقدا يدل على غزارة في التفكير، وعمق في الرأي، وإدراك لأحداث المجتمع مستخدما في ذلك أسلوبا مؤثرا وعبارات قوية تكشف لنا عن غيرته العلمية، ونظرته الإصلاحية وسنعرض هنا بعض القضايا العلمية التي تناولها المقري بالنقد والإصلاح.
ذم التعصب المذهبي : التعصب لمذهب من المذاهب ظاهرة برزت في بعض العصور، واستفحل شأنها، وأدى هذا إلى نتائج غير مرضية، وعواقب وخيمة من القدح في بعض العلماء، وتجهيل البعض الاخر، ولعل في تعصب الأندلسيين والمغاربة لمذهب الإمام مالك رحمه الله ما حمل المقري على تحذيره من هذه الظاهرة، وبيان آخطارها يقول المقري في ذلك : " ولما غلب وصف التقليد في الناس جنحوا إلى القال والقيل، إذ لم يسمع منهم إلا ما نقلوه عن غيرهم إلا ما رووه من عند آنفسهم، حتى كان عز الدين بن عبدالسلام يقول بالرأي فإن سئل عن المسألة أفتى فيها بقول الشافعي : لم تسالني عن مذهبي؟، وللخمي مثل هذا في التحكيم، وإنها لإحدى الكبر دواهي التقليد، فالتقليد مذموم، وأقبح منه تحيز الأقطار وتعصب النظار، فترى الرجل يبذل جهده في استقصاء المسائل، ويستفرغ وسعه في تقدير الطرق وتحرير الدلائل، ثم لايختار الا مذهب من انتصر له وحده لمحض التعصب له، مع ظهور الحجة الدامغة، ثم ينكف عن محجتها إلى الطرق الزائغة، فلا يحمل نفسه على
পৃষ্ঠা ৮২