فإن مسائل الشرع ربما يتشابه صورها ويختلف أحكامها لعلل أوجبت اختلاف الأحكام، ولا يستغني أهل التحقيق عن الاطلاع على تلك العلل التي أوجبت افتراق ما افترق منها واجتماع ما اجتمع منها، فجمعنا في هذا الكتاب...
مسائل وفروقا بعضها أغمض من بعض"(1) .
وظيفة هذا الفن إظهار المسائل بوضوح وكشف النقاب عن الاختلاف في الحكم والمناط في المسائل المتشابهة من حيث الصورة، أو المسائل المتقارب بعضها من بعض حيث يتضح بذلك للفقيه طرق الأحكام، ويكون قياسه للفروع على الأصول متسق النظام كما قال العلامة معظم الدين السامري الحنبلي(2) في كتابه "الفروق"(3).
ومن أمثلة الفروق في الفقه قولهم : "إذا طرح في الماء تراب فتغير به طعمه أولونه أو ريحه لم يسلبه التطهير، ولوطرح فيه طاهر غير التراب كالزعفران والعصفر والصابون والملح الحجري وغيره فتغير بمخالطته بعض صفاته سلبه التطهير والفرق بينهما أن التراب يوافق الماء في صفتيه الطهارة والتطهير، فلا يسلبه بمخالطته شيئا منها..."(4).
وفيات الأعيان: 47/3، رقم 332 .
(1) "الفروق" شريط مصور، رقمه في المركز35، مصدره : مكتبة والدة ترخان سلطان، ضمن مكتبة سليمانية، رقم 146، أصول الفقه، و: 1.
(2) هو العلامة محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو عبد الله، الملقب بنصير الدين ومعظم الدين، السامري الحنبلي المعروف بابن سنينة، ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بسامرا سمع من مشايخ بغداد ، وبرع في الفقه والفرائض، وصنف التصانيف المفيدة منها المستوعب في الفقه وكتاب الفروق، توفي سنة 616ه . انظر: ابن العماد: شذرات الذهب: 70/5 71.
(3) انظر : السامري "الفروق" شريط مصور في المركز، رقم 36، مصدره : المكتبة الظاهرية رقم 2745، أصول الفقه، و:1. (4) المصدر نفسه، و:3، الوجه الأول.
পৃষ্ঠা ৮১