وقد قام بعض العلماء بجمع الضوابط في كتاب مستقل مثل ابن نجيم -رحمه الله - في كتابه "الفوائد الزينية في فقه الحنفية"(1)، وصل فيه إلى خمسمائة ضابط، تتخللها أحيانا قواعد فقهية، وكلها بعنوان "ضابط" .
ومن فقهاء المالكية محمد بن عبد الله الشهير بالمكناسي(2) (917ه) ألف رسالة بعنوان "الكليات في الفقه" (3)، كلها ضوابط فقهية . وكذلك المقري المالكي 758ه) صاحب "القواعد" في الفقه في بعض كتبه(4) تناول هذه الضوابط بعنوان "الكليات".
ولعل أحفل كتاب في هذا الباب مما وصل إلينا ما ألفه الشيخ بدر الدين حمد بن أبي بكر البكري بعنوان "الاستغناء في الفروق والاستثناء"(5)، وذكر فيه تقريبا ستمائة قاعدة، وجلها ضوابط ذات شأن وقيمة في الفقه الإسلامي .
و فيما يلي أقدم نبذة يسيرة من أمثلة الضوابط الفقهية، لكي يتجلى الفرق بين المصطلحين تماما.
من نماذجها في مجال السنة المطهرة ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله
64، وذكره المؤلف في مقدمة "أشباهه" : ص 10، وينبغي التنبيه هنا على أن ابن نجيم قد أضاف إلى هذا البحث ووضعه في الفن الثاني من الأشباه والنظائر بعد التنقيح فيه .ا (2) هو محمد بن عبد الله بن محمد، فقيه مالكي، ولد سنة 839ه ، وتوفي بفاس وهو على قضائها، من تصانيفه : "مجالس القضاة والحكام في الأحكام" . انظر: الزركلي : الأعلام: .16/7 (3) مخطوط، مكتبة الرباط، برقم 1219، شريط مصور منه بمركز البحث العلمي، فقه مالكي، رقم 127.
(4) كتابه في القواعد والضوابط بعنوان "عمل من طب لمن حب" "مخطوط"، شريط مصور منه بمركز البحث العلمي، أصول الفقه، رقم 127 . وهو كتاب لطيف جزء منه في الضوابط بعنوان "الكليات".
(5) انظر: فصل "المؤلفات" في هذه الرسالة.
পৃষ্ঠা ৪৭