فواظب المواعيد التي تتلى فيها سنته، وأخباره، وسيرته، ومعجزاته وكراماته، كلما سمعت معجزة من معجزاته، مثل انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، حتى توضأ منه الجيش كلهم، ومثل حنين الجذع إليه، وإطعام النفر الكثير بالطعام القليل، ومثل ما فعل بقتادة بن النعمان حين انقلعت عينه حتى سالت، فردها صلى الله عليه وسلم حتى عادت كما كانت، ومثل اشتكاء البعير إليه، ومثل انفتاق عين تبوك ببركته بعد أن كانت كالشراك ، وغير ذلك من المعجزات.
فكلما سمعت حديثا من أحاديثه، أو معجزة من معجزاته، تبقى كأنك تراه بعين قلبك، فيزداد حبك له، وتعظيمك إياه، واتباعك لهديه وطريقته، فتصير بذلك من أتباعه حقيقة، حيث ترى الناس أتباع زيد وعمرو ، وكذلك كلما سمعت حديثا مرويا عنه صلى الله عليه وسلم مضمونه الترغيب في أمر أو الحض عليه، أو النهي عن شيء أو الذم له، استعنت بالله، وطالبت نفسك بالعمل بما حضك عليه، واجتناب ما نهاك عنه، وبالله التوفيق.
الفصل الثاني
من هذه الطريقة : أن تجدد الوضوء، وتروح إلى مكان خال لا يراك فيه أحد، ثم تجدد التوبة بينك وبين مولاك وخالقك، الذي بعث هذا النبي الكريم، وأنزل عليه الكتاب العزيز، فتكشف رأسك بين يدي مولاك، بعد أن تصلي ركعتين، بحضور، وخشوع، وبكاء، ثم تقول : يا رب جئتك تائبا إليك، راجعا إليك، معتذرا من تقصيري في مخالفتي أمرك، وارتكاب نهيك، من حيث أعلم، ومن حيث
পৃষ্ঠা ২৬