আল্লাহর পথে যাত্রার নিয়মাবলী
قواعد في السلوك الى الله تعالى
জনগুলি
وبعد : فلما رأيت معظم السالكين قد انصرفت همهم إلى جزيئات من السلوك ، تحرف بصاحبها عن منهج الاستقامة، ويعطب فيها من لم يكن التوفيق إمامه؛ مثل صوم دائم، وتجريد غير ملائم، وتقطع في السياحات، ومطارح صعبة في الفاقات، تذوب فيها مهجهم، وتضمحل فيها قواهم ومددهم، وتذهب اللطيفة الذهنية من عقولهم، التي يلطف إدراكها بتبصر صاحبها ما بين يديه من المطالب العالية، والمعاطب الباطنة من معاثر النفس والشيطان، ومزالق الطوارق والحدثان، فمن عمي عن مطلبه كيف يظفر بأربه? ومن حجب عن أعدائه، ربما قطع عن انتهائه، فيظل أحدهم صائما، وعن إصلاح مزاجه ساهيا، ويعمل على تقطيع بدنه بلا أستاذ يرشده، ولا سائس يؤدبه، فيفتح له من ذلك أخلاق حادة، لاحتراق المادة، ويجمد القلب فلا يسير على الجادة؛ فإن القلب الجامد بالرياضة لا ينفعل، ولا تؤثر فيه السياسة، وربما غلب صاحبه على بغض كامن، وحسد باطن، وأخلاق سيئة، يقع بها صاحبها في الموبقات من الآثام ، فيحبط عمله ، ويبطل سعيه ، فلا تفي رياضته بانحرافه، وربما فاته المطلوب من إسرافه.
وحققت النظر؛ فوجدت الحامل لهم على ذلك الجهل بالمطلوب وبطريق الوصول إليه، والكيس الفطن إذا عرف المطلوب وطريقه لم يعرج عنه إلى غيره من هذه الانحرافات ، التي هي - عند المبصرين - عقوبات.
পৃষ্ঠা ১৯১