40
المغرور - هو الذي طوع له أن يسلك هذا المسلك بكبريائه وغطرسته وسعة أطماعه، فحمله بذلك أن يتخذ هذا الوجه.
وتأذى ابن أبي الساج مما وصلت إليه حاله، وإنه لفي الذروة من الغنى والجاه والسيادة، وراح يقلب جوانب الرأي ...
وجاءته الأنباء بأن إسحاق قد اجتمع له في «الرقة» جيش، فما لبث أن نسي كل شيء مما كان يفكر فيه إلا ما بينه وبين إسحاق من عداوة، فجمع جموعه وخرج لقتاله.
والتقيا مرة ومرة ، ودارت الدائرة على إسحاق دورة بعد دورة.
ولكن إسحاق لم ييئس، وإن وراءه ظهرا يستند إليه، وإن أمامه أملا يتنوره.
41
واجتمع له جيشه بعد شتات، وانضم إليه من انضم، من حيث يعلم وحيث لا يعلم، فعبر الفرات إلى الشام في جيش قوي لم يجتمع له مثله ...
وجاء البريد خمارويه في مصر بما كان من أمر إسحاق فعبأ جيشه واستكمل آلته ومضى ...
ورد إسحاق على وجهه كسيرا مهزوما لا يقفه شيء حتى عبر إلى الرقة ... واتخذ خمارويه جسرا على الفرات فعبر إليه ...
অজানা পৃষ্ঠা