6 ... لكأنك أغير
7
مني على الدولة وأبصر بسياسة الملك!»
قال أبو العباس: «لست أقولها، وإنما أرى بك رقة على بني طولون، وكأني بك قد ذكرت الساعة ما كان من عطف أحمد بن طولون على ابن عمك المستعين حين خلع وأريد ابن طولون على قتله، فأنت بهذه الذكرى تريد أن تحفظه في ولده، ولقد رأيتك يوم جاءك منعاه وإن عينك لتدمع، فكأن قد ندمت على ما كان منك له في حياته، ونسيت ما قدمت يداه، أم تراك قد خشيت أن تعجز عن الظفر بولده مما نالك من الجهد في حرب الزنج، فأنا لك بهذا الأمر،
8
وقد شهدت بلائي، وعرفت من خبري في حرب البصرة.»
وتململ الموفق في مجلسه، وهم أن يجيب، ولكن عبرة سبقته منحدرة على خده حتى توارت في لحيته، فصمت برهة، ثم قال: «يا ليت يا أبا العباس ... وأنت تعلم أن ليس شيء أحب إلى نفسي من عز دولة الخلافة، وليس أحد من بعد أعز علي منك، ولكن بني طولون لن يؤتوا من قريب،
9
ما دامت في يدهم خزائن مصر، وتحت أرجلهم كنوز الفراعنة، فإن استطعت فانفذ إليهم من هذا الباب، فإنك إن أنفدت المال من خزائنهم فقد انتهيت من الأمر وبلغت الغاية، أفتراك تقدر؟»
قال أبو العباس: «فسأنفذ إليهم من هذا الباب ومن كل باب حتى تنقض على رءوسهم دولتهم، وسألحق منذ اليوم بجيش إسحاق لحرب خمارويه، فهل أذنت يا أبت؟»
অজানা পৃষ্ঠা