فصاحت بوجه مكفهر: كذاب! كذاب! وحق من هو قادر على أن يريني فيك ما أشتهي، هل تظنني أصدقك ما حييت بعد ما كان (ثم وهي تحاكيه محاكاة كاريكاتورية) الحق أني قابلتها صدفة! أي صدفة يا عمر؟ وهبها صدفة حقا، فلم كلمتها في الطريق أمام الرائح والغادي؟ أليس هذا فعل الغادر السيئ النية؟ (ثم وهي تعود إلى المحاكاة الكاريكاتورية) الحق أني قابلتها صدفة!
فقال في شيء من الارتباك: وجدتني معها فجأة - وجها لوجه - فامتدت يدي بالسلام عليها، ما كان بوسعي تجاهلها بعد ما كان من تحادثنا فوق السطح.
فصاحت به بوجه مصفر من الغضب: فامتدت يدي بالسلام عليها! اليد لا تمتد إلا إذا مدها صاحبها، قطعت اليد وصاحبها، قل إنك مددت يدك لتتخلص مني. - لم يكن من السلام بد، أنا إنسان وفي وجهي دم. - دم؟ أين هو ذاك؟ دم يلطشك يا غادر يا ابن الغادر.
ثم بعد أن ازدردت ريقها: ووعدك إياها بالمجيء للاتفاق على عقد القران، هل أفلت منك أيضا كما أفلتت يدك؟ تكلم يا سي دم.
قال بهدوء عجيب: إن كل الحي يعلم الآن بأنني هجرت بيت أبي لأتزوج من ابنتك، فلم يكن من المستطاع تجاهل ذلك وأنا أحدثها.
فصاحت بحدة: كان بوسعك أن تنتحل من الأعذار ما تشاء لو كانت بك رغبة إلى ذلك، لست ممن يعيبهم الكذب، ولكنك أردت التخلص مني، هذه هي الحقيقة.
قال وهو يتحاشى نظرتها: ربنا يعلم بحسن نيتي.
فحدجته بنظرة طويلة، ثم سألته في تحد: أتعني أنك تورطت في وعدك لها على غير رغبة منك؟
أدرك خطورة التسليم بذلك، فغض بصره ولاذ بالصمت، فقالت وهي تزفر من الغيظ: أرأيت أنك كذاب كما قلت لك؟
ثم صارخة: أرأيت؟ أرأيت يا غادر يا ابن الغادر ؟
অজানা পৃষ্ঠা