كلمات كالخناجر، اغرز منها ما تشاء في قلبك.
غير أن إسماعيل عاد يقول متسائلا: ولكن متى عرفت ليالي الزفاف النوم؟
وضحك ضحكة عالية معربدة، ثم تجشأ ونفخ أبخرة الخمر وهو يقطب متأففا، ثم بسط صفحة وجهه، وقال: ربنا لا يحكم عليك بنوم العشاق، لا نوم لهم يا عيني، لا يغرنك تحفظ حسن سليم، سيصول ويجول كالفحول حتى مطلع الصبح، هذا قضاء لا نجاة منه.
تذوق هذا النوع الجديد من الألم المقطر، روح الألم أو ألم الألم، ليكن عزاؤك أنك انفردت بألم لم يشعر به إنسان قبلك، وأنه سيهون عليك الجحيم إذا قدر عليك يوما أن تحملك الزبانية، وترقص بك فوق ألسنة لهيبه، ألم! لا لفقد الحبيب فإنك ما طمحت يوما في امتلاكه، ولكن لنزوله من علياء سمائه. لتمرغه في الوحل بعد حياة عريضة فوق السحاب؛ لأنه رضي لخده أن يقبل، ودمه أن يسفح، ولجسده أن يبتذل. ما أشد حسرتي وألمي! - أحق ما يقال عن ليلة الدخلة؟
هتف إسماعيل: أتجهل بالله هذه الأمور؟
كيف يقدسون الدنس! - لا أجهلها طبعا، كنت حتى زمن قريب لا أدري عنها شيئا، وثمة أمور أود أن تعاد على مسمعي.
قال إسماعيل ضاحكا: إنك تبدو لي أحيانا أحمق أو أبله. - دعني أسألك، أيهون عليك أن يفعل هذا بشخص تقدسه؟
تجشأ مرة ثانية حتى تطايرت رائحة الخمر اللعينة إلى أنف كمال، وقال: لا يوجد شخص يستحق أن يقدس. - ابنتك مثلا، لو كان لك ابنة؟ - لا ابنتي ولا أمي، كيف جئنا نحن؟ هذا هو قانون الطبيعة.
نحن! الحقيقة نور لألاء، فغض الطرف، وراء ستار القداسة الذي سجدت أمامه طيلة حياتك يعبثان كالأطفال، ما لكل شيء يبدو خاويا! الأم ... الأب ... عايدة، كذلك ضريح الحسين ... مهنة التجارة ... أرستقراطية شداد بك، يا لشدة الألم! - ما أقذر قانون الطبيعة.
تجشأ إسماعيل للمرة الثالثة، وقال وقد نم صوته عن الضحك وإن لم يسمع له ضحك: الحقيقة أن قلبك موجع، إنه يغني مع المطربة الجديدة أم كلثوم «أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا».
অজানা পৃষ্ঠা