ونزعت به النفس إلى الارتماء في أحضان الأحلام السعيدة، ولكنها استطردت قائلة بصوت خافت: الآن دعني أتساءل عما وراء ذلك؟
ترى أيسمع صوت معبودته أم صدى صوته هو؟ هذه الجملة بنصها محلقة في مكان ما من سماء بين القصرين محفوفة بتنهداته، هل آن له أن يجد لها جوابا؟ تساءل في حيرة: هل وراء الحب شيء؟
ها هي تبتسم، ترى ما معنى ابتسامتها؟ لكنك غير الابتسام تروم. عادت تقول: إن الاعتراف بداية وليس نهاية، إني أتساءل عما تريد؟
فأجاب بحيرة أيضا: أريد ... أريد أن تأذني لي بأن أحبك.
فما ملكت أن ضحكت، ثم تساءلت: أهذا ما تريد حقا؟ ولكن ماذا أنت فاعل إذا لم آذن لك؟
فقال وهو يتنهد: في هذه الحال أحبك أيضا.
فتساءلت فيما يشبه الدعابة، الأمر الذي أرعبه: فيم إذن كان الاستئذان؟
حقا ما أسخف هفوات اللسان، إن أخوف ما يخاف أن ينحط على الأرض فجأة كما سما عنها فجأة، وسمعها تقول: أنت تحيرني، ويبدو لي أنك تحير نفسك أيضا.
قال بجزع: إني ... حائر؟ ربما، ولكني أحبك، ماذا وراء ذلك؟ يخيل إلي أحيانا أني أطمع إلى أمور تعجز الأرض عن حملها، ولكني إذا تأملت قليلا عجزت عن تحديد هدف لي. خبريني أنت عن معنى هذا كله، أريد أن تتحدثي وأن أستمع، هل عندك ما ينتشلني من حيرتي؟
قالت باسمة: ليس عندي مما تسأل شيء، كان ينبغي أن تكون أنت المتحدث وأنا المستمعة، ألست فيلسوفا؟
অজানা পৃষ্ঠা