قصر الشوق
قصر الشوق
قصر الشوق
قصر الشوق
تأليف
نجيب محفوظ
قصر الشوق
1
أغلق السيد أحمد عبد الجواد باب البيت وراءه، ومضى يقطع الفناء على ضوء النجوم الباهت في خطوات متراخية، وطرف عصاه ينغرز في الأرض التربة كلما توكأ عليها في مشيته المتثائبة. تشوق وجوانبه تحمى بمثل الوهج إلى الماء البارد الذي سيغسل به وجهه، ورأسه، وعنقه، كي يلطف - ولو إلى حين - من حرارة يوليو، والنار المستعرة في جوفه ورأسه، فهش لفكرة الماء البارد حتى انبسطت أساريره. ولما جاز باب السلم لاح له الضوء الواني الهابط من أعلى يتحرك على الجدران واشيا بحركة اليد القابضة على المصباح، فرقي على السلم، يدا على الدرابزين، ويدا على عصاه التي بعث طرفها دقات متتابعة اكتسبت من قديم إيقاعا خاصا غدا ينم عنه كما تنم عنه سماته. وعند رأس السلم بدت أمينة والمصباح في يدها، حتى إذا انتهى إليها توقف، وصدره يعلو وينخفض ريثما يسترد أنفاسه، ثم حياها تحيته الليلية المألوفة قائلا: مساء الخير.
فغمغمت أمينة، وهي تتقدمه بالمصباح: مساء الخير يا سيدي.
অজানা পৃষ্ঠা