تغير وضع القضية.
تغير أصحاب الدعوى، فأصبح لها طرف واحد، يتلقى المدعون فيه والخصوم.
قضية الإيمان اليوم هي قضية الوجود، وليست قضية الجامدين أو المتحررين من رجال الدين، وإذا صار الأمر إلى قضية الوجود، فالإثبات والنفي فيها مطلوبان من كل موجود يعقل ويبحث عن حقيقة وجوده، أيا كان رأي الجامدين أو المتحررين من رجال الدين في جميع الأديان.
تغير وضع القضية فتغير فيها موقف الهجوم وموقف الدفاع، من هجم فيها فإنما يهجم على عقله ووجدانه، ومن دافع فيها فإنما يدافع عن عقله ووجدانه، ومن ظن أن طائفة من الناس أحق بالهجوم والدفاع فقد نزل عن حقه في وجوده وحياته، وعن حقه في استطلاع أسرار الوجود والحياة فيما حوله، وهو أكبر ما للحي العاقل من حقوق.
في رسالتنا عن «عقائد المفكرين في القرن العشرين»، قلنا: «إن أسباب الشك منذ نشأة العلوم الحديثة خمسة ليس أقوى منها وأعظم فعلا في عقول المفكرين الأوروبيين وفي عقول غيرهم ممن نظروا إلى دلالتها مثل نظرتهم وحكموا بها على الأديان مثل حكمهم، وهذه الأسباب الخمسة هي:
أولا:
كشف كوبرنيكس لمركز الأرض من المنظومة الشمسية، ومن الأجرام السماوية على العموم.
ثانيا:
ظهور القوانين الطبيعية التي سميت بالقوانين المادية أو الأولية.
ثالثا:
অজানা পৃষ্ঠা