============================================================
الفصل الرابع عشر: في ذكر جهات الشرف القالسون اعلم أن العلم كله بالقياس إلى الجهل، شرف لصاحبه وكمال، ثم يكون لفنونه شرف من جهة أخرى، يقع بها التفاوت، فقد يكون من جهسة الموضوع كالطب، اذ موضوعه الانسان، وهو أشرف ما في الكون، ومن جهة الغايسة كعلم الأخلاق، ومن جهة مسيس الحاجة كالفقه، ومن جهة الجميع، وهو أبلغ في الشرف كالالهي على ما مر، وكذا علم التفسي ولابد لكل علم من غاية، يحدها متعاطيه، ويتبجح بها، ولولا ذلك لم يشتفل به، غير أن ذلك قد يكون حقيتيا وقد يكون إضافيا، فيكون له كمال بحسب ما دونه، ونقصان بحسب ما فوقه، وسنلم بشيء مما يقول أهل الفنون في فنونهم، ان شاء الله تعالى.
وقد يستنقص العلم، أو يظن أنه غير نافع، أو غير ضار، لخطا في جذه أو في رتبته أو في فرضه، كان يظن بالطب أنه يبري كل مرض، ومن الأمراض ما لا يبرأ، أو بالفقه انه اشرف العلوم، مع أن علم التوحيد أشرف منه، أو يقصد به فير غايته، كطلب المال والجاه مثلا، مع أن قاصد هذا غير عالم على التحقيق بل متشبه.
الفصل الخامس عشر: في بيان العلم النافع وفيه بيان ما يقي من شرط ما ذكر من الفضل فيه، اعلم أن العلم النافع، قد يراد بسه ما ترتبت عنه ثمرته مطلقا، أعني دينية أو دنيوية، فإن العلوم متنوعة وثمراتها كذلك، وضده ما لم تترتب عليه ثمرته، أو يترتب عنه ضرر، فالأول كمن تعلم الكيمياء، ثم لم 113 يكن مرزوقا فافتفر، والثاني ) كمن تعلم ذلك، ثم اتهم بالتدليس، فامتحن فلم يحصل على طائل ولا سلم.
والمراد هنا بالعلم النافع عند أثمة الدين، ما ترتبت عليه الثمرة الدينية، بأن تصلح عنده حالة العبد، اعتقادا وعملا، ظاهرا وباطنا، وبذلك تترتب الثمرة الآجلة من دخول
পৃষ্ঠা ৩০৫