============================================================
القانون وقد علم أن القرآن هو موضوع ( علم التفسير، والبحث في الموضوع لا من حيث الحقيقة، ليس هو عين العلم، بل قد يكون من مبادئه، وقد يكون خارجا، فمن تكلم في بدن الإنسان، الذي هو موضوع علم الطب، لا من حيث حفظ الصحة او إعادتها1، الذي هو الطب، إن كان مما يعين فيه، كذكر تركبه من العناصر ومن الأخلاط وكتشريحه، فذلك من باب الطب، وان لم يكن من ذلك، كذكر حدوثه وفنائه، وقبولسه الأبعساد، وكونه مربعا مستطيلا، وغير ذلك، فهو خارج لا مساس له بالفن.
وكذا القرآن، من تكلم فيه، فإما فيما يعين على التفسير، كاسباب النزول، أو المكي والمدني، والصريح والكناية، والناسخ والمنسوخ، ونحو ذلك، فيكون من مبادي علم التفسير لا نفس علم التفسير، وإلا فخارج، ككونه حجة وقديما ومنزلا إلى السماء الدنيا، ونحو ذلك.
فالحق أن يدون التفسير كسائر الفنون، ويتعرض فيه لبيان حقيقته، وموضوعه واستمداده، ومسائله وغايته، ونحو ذلك كفيره.
فأما حقيقته فما مر، وقد ذكر معها الاسم واشتقاقه. وأما موضوعه فالقرآن العظيم، ه ه موضوعه.
وأما مبادؤه فكثيرة جدا، فان القرآن بحر زاخر، صاحبه يحتاج إلى عدة عظيمة ولنقسمها كما قسمنا مبادين الكلام إلى قسمين: قسم خاص به، وقسم عام له ولنيره.
فالأول كمعرفة اسباب النزول3، إذ بذلك يفهم الآي النازلة لأسباب، وكالمكي والمدني، ليعرف المتقدم والمتأخر، فيعرف الناسخ والمنسوخ، وهذا من توسع الفن، حيث ورد في ج: اعتمادها.
ك لمزيد البيان يراحع كتاب فضائل القرآن في صحيح البخاري، وسنن الورمذي، وغيرها.
3- من بين المصنفين فيها: علي بن المديني شيخ البخاري (0../223ه).
4 - من المصنفين فيه: ابن حزم الظاهري (384-436ه)، وأبو الوليد الباحي (403 -ه 47ه). وغيرهم.
পৃষ্ঠা ২০৭