============================================================
القالسون مخزونة تحضر بأدنى التفات، وهو العقل بالفعل1. وإما حصول النظريات مشاهدة بالفعل، وهو العقل المستفار2.
والثاني عبارة عن قوة يتمكن بها الإنسان من استتباط الصناعات، وسائر التصرفات الجزئية، وتمييز المصالح والمفاسد في ذلك، لينتظم معاشه ومعاده3 ، ولها ارتباط بالأولى، لأن حاصلها أنها استعمال القوة النظرية في موادها، وتصريفها في جزثياتها، والعمل على مقتضى الأحكام الجزئية الثابتة عن الأحكام الكلية الثابتة بالنظر، كما يتصور في معنى القضاء في الفقه بالنسبة إلى فن الفقه.
وأول عمل الحركة النظرية في النفس، ثم الشوق إلى نيل المنفعة مثلا، ثم الإرادة، ثم الانبعاث، ثم الفعل. مثلا يقال النافلة قربة، وكل قربة ينبغي أن تفعل، فالنافلة ينبغي أن تفعل، فتشتاق النفس إلى فعلها فتريده، فتنهض إليه فتفعله.
وقد يلاحظ في القوتين "الكمال وهو الحكمة4، ففي الأولى معرفة أعيان الموجودات وأحوالها وأحكامها، على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية، وتسمى حكمسة نظرية. وفي الثانية القيام بالأمور على ما ينبغي، وتسمى حكمة عملية. وفسروا الحكمة على ما يشمل القسمين: بأنها خروج النفس من القوة إلى الفعل، في كمالها الممكن علما وعملا.
1- العقل بالفعل هو أن تصير النظريات مخرونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب، بحيث يحصل لها ملكة الاستحضار متى شاعت، من غير تحشم كسب حديده لكنها لا تشاهدها بالفعل.
2 - العقل المستفاد هو أن تكون النظريات حاضرة عند العقل، لا تغيب عنه. المعحم الفلسفي/2: 84.
و- قارن بما ورد في شرح المقاصدا3: 342.
4 - الحكمة هي العلم والتفقه، قال تعالى: ((ولقد آتينا لقمان الحكمة} يعني العلم والفهم، وقال تعالى: ومن يؤت الحكمة ققد أوتى خيرا كييرا}، والحكمة العدل، والكلام الموافق للحق، وصواب الأمر وسداده، ووضع الشيء في موضعه... المعحم الفلسفي/1: 491.
5- ورد في ج: الأول.
পৃষ্ঠা ১১২