صحيح أنه منذئذ، سمح الرب بتقديس ذلك الطقس بين اليهود آبائنا، الذين أخذوا الكثير من شعائر المصريين، لكن بلا شك كانت التوبة، لا العنزة، هي التي تطهر أرواح اليهود.
يأتي جيسون، كما يقال، بعد أن قتل أخاه غير الشقيق أبسرث، بصحبة ميديا الأكثر ذنبا منه؛ لكي تحله من خطيئته سيرس، ملكة أيايا وكاهنتها التي أصبحت بعد ذلك ساحرة عظيمة. غفرت لهم سيرس خطاياهم بخنزير رضيع وكعكات مملحة. ربما يصنع ذلك أكلة جيدة نسبيا، لكن يصعب أن يدفع ثمن دم أبسرث أو يجعل من جيسون وميديا أناسا أكثر شرفا، ما لم يعلنا عن توبتهما المخلصة أثناء أكل خنزيرهما الرضيع.
كانت كفارة أوريستيس (الذي ثأر لأبيه بقتل أمه) أن يذهب ليسرق تمثالا من تتار القرم. لا بد أن التمثال كان سيئ الصنع للغاية، ولم يكن ثمة شيء يداني مثل هذه النتيجة. من وقتها فعلنا ما هو أفضل من ذلك، اخترعنا الطقوس السرية؛ ربما يحصل المذنبون فيها على كفارة ذنوبهم بتحمل محن مؤلمة، وبأن يقسموا بأنهم سيعيشون حياة جديدة. ومن هذا القسم كان يطلق على الأعضاء الجدد بين كافة الأمم اسم يتوافق مع المبتدئين، الذين بدءوا مهنة جديدة، والذين دخلوا في طريق الفضيلة.
كان المتنصرون المسيحيون يدعون «مستجدين» فقط حين يعمدون.
لا شك في أن المرء كان يغسل في تلك الطقوس السرية من أخطائه بأن يقسم فقط بأنه سيصبح فاضلا، وكان ذلك صحيحا، حتى إن الكاهن في كل الطقوس السرية الإغريقية كان يقول وهو يصرف الشعب المجتمع بالكنيسة هاتين الكلمتين المصريتين: «كوث، أومفث»؛ أي «تنبهوا، تطهروا.» وهذا دليل في الوقت نفسه على أن الطقوس السرية قد تحدرت من حيث الأصل من مصر، وأنها لم تبتدع إلا لجعل البشر أفضل.
لذا، فعل الحكماء في كل العصور ما استطاعوا؛ ليبثوا الفضيلة، وحتى لا ينحدر الضعف الإنساني إلى اليأس. لكن هناك أيضا جرائم مرعبة لدرجة أنه ما من كفارة سرية ممنوحة لها. لم يسمح لنيرون، رغم أنه كان إمبراطورا، بالاستتابة في طقوس سيريس السرية. وفي «تقرير زوسميس»، لم يستطع قسطنطين الحصول على العفو عن جرائمه؛ كان ملطخا بدماء زوجته وابنه وكل أقربائه. كان لصالح الجنس البشري أن تبقى تلك التجاوزات الخطيرة بلا كفارة، حتى لا يشجع الغفران على ارتكابها، وعلى أمل أن يوقف الرعب الشامل الأشرار في بعض الأحيان.
لدى الكاثوليك الرومان أيضا كفارات يطلق عليها: «التوبة».
طبقا لقوانين الهمج الذين دمروا الإمبراطورية الرومانية، كانت الجرائم تكفر بالمال. أطلق على ذلك: «التسوية»، و«بعشرة»، و«العشرون»، و«الثلاثون سوليدي». وكان قتل كاهن يكلف حينئذ مائتي سو، وقتل أسقف يكلف أربعمائة؛ لأن الأسقف وقتها كان يساوي كاهنين بالضبط.
وبتسوية هكذا مع البشر، كان المرء يتصالح مع الله، حينما أسس سر الاعتراف عموما. وفي النهاية، أعد البابا يوحنا الثاني والعشرون الذي حصل على المال من كل شيء تسعيرة للخطايا. «كفارة سفاح المحارم، أربعة تيروننسات للشخص العادي.» وللرجل والمرأة اللذين ارتكبا سفاح القربى يكلف الغفران ثمانية عشر تيروننسا وأربعة دوقيات وتسعة كارلينات. هذا غير عادل؛ إذا كان الشخص الواحد يدفع أربعة تيروننسات فقط؛ فالاثنان يكونان مدينين بثمانية تيروننسات فقط.
وضع اللواط وممارسة الجنس مع الحيوانات في الفئة السعرية ذاتها مع البند التحريمي الثالث والأربعين: التي تبلغ تسعين تيروننسا واثنتي عشرة دوقية وستة كارلينات ... إلخ.
অজানা পৃষ্ঠা