মিশরীয় অভ্যাস, প্রথা এবং প্রবচন অভিধান
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
জনগুলি
نعم قد يؤخذ علي أن في نشر هذه الأشياء تشهيرا بالمصريين وحطا من شأنهم؛ لأن أكثرها خرافات وأوهام، وانتشار الثقافة بين المصريين وخصوصا النساء أزال كثيرا منها، ولكن عذري في ذلك أنه تسجيل لما كان، وحمد لله على أخذها في الزوال، والحق أحق أن يقال من غير اعتبار للوم لائم أو اتهام متهم، فإذا رأى راء أن في هذا عيبا وتشهيرا، رأيت أن في هذا مفخرة للمصريين إذا نظرنا إلى أين كانوا، وإلى أين صاروا، وكيف قطعوا خطوات واسعة في عهد قريب في التقدم.
فهذا الكتاب يمثل مرحلة زالت أو هي على وشك الزوال، كما يمثل أمة طفرت إلى استعمال العقل بعد الإغراق في الخيالات والأوهام، وقد كتبنا في التعبيرات الهمزة قافا؛ لأن اللغة الشعبية لا تنطق بها قافا مطلقا، وإنما تنطق بها همزة؛ لأن القاف أسهل في الكتابة من الهمزة، وأدل على الأصل، فنحن إذا كتبنا قال آل، كانت نابية على النظر مستكرهة على السمع، ولم أمعن في كتابة العادات القديمة؛ أي ما كان عند قدماء المصريين، أو عند المصريين في العصور الوسطى؛ لأن الموضوع الأول أليق أن يكتب فيه علماء الآثار القديمة، والموضوع الثاني أليق أن يكتب فيه المتخصصون في تاريخ مصر في ذلك العصر، وإنما اكتفيت بذكر العادات والتقاليد التي كانت في زمني أو قبل زمني بعهد قليل.
وفكرة الكتاب في حاجة إلى أن تدرس من نواح كثيرة: (1)
من ناحية هذه العادات والتقاليد وأي منها كان موروثا من عهد قدماء المصريين، وأي منها مستحدث، وهذا المستحدث، ما الأحوال الاجتماعية التي سببته؟ (2)
دلالة هذه العادات والتقاليد على الطور الاجتماعي الذي كانت تعيش فيه البلاد، والتي انتقلت منه وسبب الانتقال. (3)
هو في حاجة إلى استكمال الناقص، وزيادة الشرح. (4)
من ناحية التعابير فهي في حاجة إلى أن تدرس دراسة لغوية لمعرفة أصولها: هل هي من أصل تركي مثلا، أو إيطالي، أو فرنسي، أو عربي محرف، وهي أيضا في حاجة إلى استكمال الناقص منها، فإني رأيت الذين عنوا باللغة الشعبية جمعوا مفردات لا تراكيب وأساليب، مع أن الناحيتين يكمل بعضهما بعضا، فلما رأيتهم جمعوا الكلمات، عنيت بجمع التعابير والأساليب، ولم أستقص كل هذه التعابير والأساليب فهناك أضعاف لها في ثنايا الكلام الشعبي، اكتفيت بذكر نموذج منها، فهو يحتاج إلى من يكمله.
هذا إلى ما فاتني من العادات والتقاليد، وقد عودتنا الطبيعة أن الشيء يبدأ ناقصا فإذا قدر له البقاء كمل على الزمان، وليس يعلم إلا الله ما لقيت من عناء في جمعه وترتيبه، فقد شغل به ذهني طويلا، وأحيانا كنت أفكر فيه وأنا نائم، فتأتيني فكرة عادة من العادات أو تعبير من التعابير، فأستيقظ وأوقد المصباح وأكتب في مذكراتي ما تذكرت حتى لا أنساه في الصباح.
وقد ينظر إليه بعض الأرستقراطيين من العلماء نظرا شزرا، ويعجبون كيف أن أستاذا جامعيا يتنزل إلى قيد عادات وتعابير شعبية، يعنى بها العوام، ولكن عذري أني أرى أن هذه ناحية تهم المؤرخ الصادق كما يهمه أدق شيء وأصغره، وأني أعتقد أن في العادات والتقاليد دلالة على نوع الأخلاق ونوع العقلية للشعوب، وأن في التعابير الشعبية من أنواع البلاغة ما لا يقل شأنا عن بلاغة اللغة الفصحى، وأن هناك من أمثلة المصريين وتعبيراتهم وزجلهم ما يعجب به عالم البلاغة، كما يعجب بامرئ القيس وزهير، وشاء القدر أن أعنى بالناحيتين في آن واحد، فقد كنت أحضر الجزء الثاني من ظهر الإسلام فأغرق في تاريخ الطبري وفلسفة إخوان الصفاء وابن سينا، وأخرج من ذلك، فأنظر في المجلات الشعبية الخفيفة لألتقط منها بعض التعبيرات، وأعتقد أن في كل خيرا ومنفعة، والله المسئول أن ينفع به كما نفع بإخوانه من قبل، فما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله.
أحمد أمين
অজানা পৃষ্ঠা