মিশরীয় অভ্যাস, প্রথা এবং প্রবচন অভিধান
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
জনগুলি
وكان في زمننا يكاد يكون في كل حارة أو جملة حارات شيخ أو امرأة من هذا القبيل، وحدث هذا للشيخ يوسف صاحب المقام المشهور، فقد تنبأ مرات بأحد المغيبات أمام الوالي، وصدق في تنبئه، فادعيت له الولاية وبني له مسجد كبير في شارع القصر العيني، ودفن فيه، واعتقد فيه.
وحدث مرة أن ادعت المرأة أن الجن تقمصوها، وذلك في عهد محمد علي باشا، ففتنت الجنود، وكثر اعتقادهم فيها، حتى استفحل أمرها، فخاف محمد علي من ذلك فاستدعاها إلى قصره، وكان الوقت ليلا، فأمرت بإطفاء الأنوار وادعت أنها تحضر الجني، فحضر، وتكلمت بكلام رجل كأنه الصوت يخرج من بطنها فأطراها محمد علي على فعلها وأمرها أن تقرب منه حتى يقبل يدها، فلما مدت يدها قبض عليها وأمر بإضاءة الشموع، فرأى أنها هي المرأة ولا جني ولا غيره، ثم أمر بإلقائها في النيل، فجزع الجند الحاضرون، وظنوا أنها ولية وأن هذا الأمر خارج عن الدين فقال لهم محمد علي: لا تجزعوا، لو كان الجن معها لأخرجوها من النيل، ولو كانت مدعية ادعاء باطلا فقد استرحنا منها، فلما ألقيت غرقت واستراح الناس منها.
وكان في حارتنا رجل يسمى الشيخ الصبان كان يبيع الفحم على باب الحارة ثم عمي وافتقر، وسكن في غرفة ضيقة فما لبثنا أن سمعنا أن جنا تقمصته، وأنه يبين المخبآت، ويتكلم بصوت غير صوته الطبيعي فقصده الناس من كل فج، وصلح حاله .
جنينة الأزبكية:
هي حديقة في حي الأزبكية ، تبلغ نحو اثني عشر فدانا، وهي الآن متنزه ينتزه فيه الناس خصوصا بعد العصر وتصدح فيه الموسيقي العسكرية يومين في الأسبوع هما يوم الأحد والجمعة، ولكن لها تاريخ طويل، لا يهمنا منه إلا ما كان قبل عصرنا بقليل، فقد عاصرت الاحتلال الإنجليزي وتعود الناس الحرية، وصارت كلمة الحرية تجري على كل لسان، فكانت جنينة الأزبكية مظهرا لتلك الحرية التي فهم الناس منها الفجور والخمور والحشيش والقمار.
وكانت جنينة الأزبكية مراد أصحاب الشهوات فامتلأت بحانات الخمور والمراقص والمغنين والمغنيات، وأماكن الحشيش والقمار والفساد، وأمها الناس من كل حدب، حتى كان اسم الأزبكية دالا على الفسق والفجور بأنواعهما، فما تبلغ الساعة الرابعة بعد الظهر، حتى يتزاحم الناس على الأبواب للدخول شيبا وشبانا، ورجالا ونساء يبغون الحظ والانشراح، وتنتشر في طرقاتها العاهرات، وبعد غروب الشمس يأخذ الأروام في ترتيب حاناتهم، وترى أمام الحانات من يحمل زجاجات الخمر وجوقات المغنين والمغنيات ترد تباعا؛ فإذا أظلمت الدنيا أضيئت الثريات والفوانيس، وتأخذ كل جوقة مكانها، وترص الكراسي رصا، ويملأ بعض صفوفها النساء العاهرات، أمام كل واحد مائدة، عليها ثياب خفيفة رقيقة ينطقن بألفاظ الفحش، ويتثنين تثنيا ملهبا للشهوات، ويملن ذات اليمين وذات اليسار، ولكل تخت فيه جمع من الآلاتية تتوسطه امرأة تسمى عالمة، تظهر دلالاها وفجورها، كل بحسب طريقته، ويقصدها كل ليلة الوارثون، وتنظر إليهم العاهرة نظرة فيها تنهد ليعرف أنه المراد، فيقع الواحد منهم في شركها، وأصحاب تلك القهوات غالبا من الأروام، فيحضر ويكثر من نعوت الباكويات والباشوية وسعادتك، فيقول بلهجة الآمر: «شوف الست» تشرب إيه؟ فتطلب الشمبانيا من الصنف الغالي الذي كان في وقتها يساوي عشرين فرنكا؛ أي ثمانين قرشا، وتشرب منها كأسا ثم تتركها وتطلب غيرها، باتفاق مع الرومي، وتصف الزجاجات التي طلبت على المائدة؛ فإذا امتلأت وضعت الزجاجات تحتها، وكلما برعت المرأة كثرت الزجاجات التي تفتح لها؛ وإذا عجزت المائدة عن الزجاجات من فوق ومن تحت صفت مائدة أخرى، وهكذا، حتى ليبلغ عدد الزجاجات أحيانا مائة زجاجة أو مائتين، فإذا فعل الرجل ذلك أشارت إليه المرأة إشارة شكر، ولا يزال كذلك حتى يفرغ جيبه، وهناك موائد القمار لا ترى فيها كاسبا إلا الرومي صاحب الحان، وكان في الجنينة جبلاية وبركة، وفوق الجبلاية قهوة ملئت بالنساء العاهرات جلسن بجانبهن الشبان.
وفي مكان آخر جوقة من الموسيقى، وأما البركة فكان فيها قوارب تحمل الرجل وخدنه، والرجل وغلامه، وهنا وهناك تخت آلاتية يجلس فيه المغني على شلتة مربعة يتمايل يمينا وشمالا، واشتهر من هذه التخوت تخت شاب يهودي يسمى داود اليهودي، لا يتجاوز العشرين إلا قليلا، جميل الوجه، بدين الجسم، وحوله جوقته، ويغشى هذه الجنينة بعض الأتراك والألبان بغوغائهم وصلفهم، ويكثر بين العشاق وعشيقاتهن الرسل يحملون الأخبار، ثم أزيلت هذه المساخر بعد أن تدفق فيها ملايين من الجنيهات، وفسد منها كثير من الشبان والشابات، وهدمت البركة، وتفرق حول الجنينة الرواد، وبذلك لعبت جنينة الأزبكية دورا هاما.
ومن ذكرياتها أن عبده الحمولي المغني المشهور، كان في نشأته خريج إحدى تلك التخشيبات.
والله مغير الأحوال ... فقد مضى عليها زمن كانت مقابر، وأحيانا كانت مساخر، وأحيانا كان مسرحا للغيد والغلمان، ومعرضا للغناء، ثم زالت كل تلك الأحوال.
جهاز العروس:
অজানা পৃষ্ঠা