ولقد رمت شربة من نمير
فتيممته ففر النمير
فود لو عاد الملكان به إلى القبر، وأنزلاه إلى الجحيم. وما كان غير ذلك، فقد شدا وثاقه، وأخرجاه من الجنة، وهبطا به إلى أودية النار وأغوارها.
ووصفه للجحيم، ليس فيه شيء جديد، اللهم إذا استثنينا من يشاهد في النار، وأولهم ليلى معشوقة سمير وعروس شعره. ليلى، وما ذنبها وذنب حبيبها إلا أنهما جهلا الجحيم، فعملا عملا أوجب عليهما هذه الزيارة. ولكنهما مفترقان، كل منهما في هوة. وهذا هو العذاب الأكبر، فقد رأى الشاعر الفتاة المسكينة.
فوق جمر يشوي ونار تلظى
وأفاع في نابهن شرور
وهي تبكي، لا من اللظى والسعير، بل من فراق الحبيب.
ولو أنا كنا جميعا لخف
الخطب في قربه وهان السعير
وقد أبصر الزهاوي بين الشعراء الفرزدق والأخطل وجريرا، فسألهم عن حالهم، فقالوا: إن الهجاء سبب بلائهم، ثم بان له بشار وأبو النواس، ثم المعري الذي حياه، ثم امرؤ القيس وهو لا يزال يتصدر المجلس و«للملوك الصدور».
অজানা পৃষ্ঠা