لست أدري ماذا اعتقادي الأخير
ويشرع بعد ذلك يصف الصراط، ويعجب بدقة صنعه، وبكيفية العبور على شيء هو كغرار السيف، أو كالشعرة.
ثم يسألانه عن الجن، الصالح منهم والطالح، وعن الملائكة الأبرار، وعن الخناس والعفاريت والشياطين، فيجيب بجواب الخائف المذبذب. فهو يرتاب بكل ما لا يدركه العقل: ثم يعود إلى المجاملة فيقول:
لم يكن في الكتاب من خطأ كلا
ولكن قد أخطأ التفسير
فلا يقتنع الملكان. ولكنهما يتساهلان معه ليمعن في كفره. فيحاول أن يغير الموضوع، فيجيء في سلسلة القصة بحلقة ركيكة. وما دخل المرأة بمجلس التفتيش الديني؟ فالشاعر يطيح من الإلهيات إلى النسائيات طيحة واحدة. بل يهبط كالحجر في بئر، يهبط من سماء الملائكة إلى السفور والحجاب! وليس في القصيدة التي تعالج مواضيع الآخرة، الإلهية والشيطانية، مجال لأمور في الحياة زائلة كالحجاب والسفور. بيد أن الشاعر في هذا الموضوع صريح فصيح، لا تذبذب في رأيه ولا مواربة.
ومن قعر بئر الحياة الدنيا يعود فيثب، وثبة واحدة، إلى السماء؛ ليجيب على السؤال عن الله، فيصفه بالمعلوم المألوف من صفاته، وهو من شكه فيه يكاد يخور، ثم يلقي بحجته، وهي أن الإنسان ولد مسيرا لا مخيرا، فإذا كان كذلك في كفره وإيمانه «فإن الجزاء شيء نكير.»
بعد ذلك يفك قيود الخوف والتذبذب، وينطق بما يظنه الحق اليقين، وهو أن الله هو الأثير.
منه هذا الوجود فاض عميما
وإليه بعد البوار يصير
অজানা পৃষ্ঠা